يقول السائل: ما هو العدد الصحيح لركعات صلاة التراويح؟

الجواب وبالله التوفيق:

جاء في الأثر: «صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة في المسجد في شهر رمضان ومعه ناس، ثم صلى الثانية فاجتمع تلك الليلة أكثر من الأولى فلما كانت الثالثة أو الرابعة امتلأ المسجد حتى غص بأهله، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل الناس ينادونه الصلاة فلم يخرج، فلما أصبح قال له عمر بن الخطاب: ما زال الناس ينتظرونك البارحة، قال: أما إنهم لم يخف علي أمرهم، ولكني خشيت أن يكتب عليهم فيه».

فلم يبين في هذا الحديث عدد الركعات التي صلاهن النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليالي.

وقد قالت عائشة رضي الله عنها: «ما زاد النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة». وعمر بن الخطاب رضي الله عنه لما جمع الناس على صلاة التراويح صلى بهم كعب عشرين ركعة غير الوتر وهو ثلاث ركعات. واختار مالك رحمه الله أن يصلي ستاً وثلاثين ركعة غير الوتر، وقال: إن عليه العمل بالمدينة.

يقول الشافعي رحمه الله: وليس في شيء من هذا ضيق ولا حد ينتهى إليه لأنه نافلة فإن أطالوا القيام وأقلوا السجود فحسن وهو أحب إلي، وإن أكثروا الركوع والسجود فحسن.

كما أنه نقل بعض الأئمة إجماع الصحابة رضي الله عنهم على أن صلاة التراويح عشرون ركعة، منهم: ابن قدامة في المغني وفيه قال بعد كلام: «وهذا كالإجماع»، وبدر الدين العيني في عمدة القاري وابن عابدين وغيرهم.

والخلاصة: فإن صلاة التراويح سنة ولا يجوز الإنكار على من صلاها عشرين ركعة ولا على من صلاها ثماني ركعات، لأنها نافلة لا يجوز الاختلاف حولها، بل نحرص على ما يلم شمل المسلمين ويوحد كلمتهم. والله تعالى أعلم.

المصدر: دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي