يتحدث كتاب "مجاريد العرب في الشرقية"، لمؤلفه الطحاوي سعود، عن الحياة والمجتمعات البدوية في الصحراء المصرية، موضحا انها تمثل أكثر من 90 بالمئة من مساحة الأرض في البلاد، وتعيش فيها القبائل البدوية ذات الأصول العربية، إن كانت من الجهة الشرقية أو الغربية، فهي تحيط بوادي النيل من كل جانب.. ومن هنا كان تنوع فنونها وأغانيها، وذلك حتى وإن اشتركت في ملامحها العامة، فضلا عن العادات والتقاليد.
ويركز الطحاوي سعود، على تحليل خلاصات بحثه وتقديم قراءته العلمية الميدانية في الموضوع، والذي يعنى بالبحث حول المكان الذي ينتمي اليه هو شخصيا، وأيضا قبيلته والأصول التي ينتمي إليها. ويطلعنا المؤلف على أن جذوره القبلية تعود الى قبيلة "الهنادي" التي ترجع أصولها إلى قبيلة "بني سليم".
ويعتمد سعود، منهجا يقوم على خطوتين، الأولى تعنى بجمع وتدوين ما تمكن من جمعة بطرق البحث العلمية وتوثيقه، ومن ثم يقوم بتقديم التفسيرات والشروح المناسبة، خصوصا ما يلاحظه القارئ من صعوبة في القراءة، بسبب بعض المفردات اللغوية، وإن كانت ذات أصول فصحى، إلا أن التداول باللهجة قد يعيق الفهم بالسرعة الواجبة.
ويبين سعود ان "المجادير" هي جمع لـ "مجدورة"، التي تعني، كما يعرفها الباحث: " مقطوعة شعرية ذات بناء شعري، على التفاعيل والأبحر الشعرية المتوارثة، نفسها، وذلك من زمن المعلقات، وما عرف بالشعر الجاهلي".
ويوضح المؤلف، انه ربما تصل المجرودة إلى ثلاثين بيتا أو أكثر، بقافية واحدة، وتتناول في موضوعاتها، الفخر بتاريخ القبيلة ومشايخها، وأيضا بأصول القبيلة وأنسابها. وغير ذلك من مناحي الفخر العربي التقليدي. إضافة إلى عدد آخر من الأغراض، التي تردد فيها "المجرودة".
ويشير المؤلف الى انه يوجد لحفل الإنشاد بالمجاريد طقوسها الخاصة، إذ تبدأ الحفلات قبل يوم الاحتفال الرسمي أو المحدد ليوم الفرح بأسبوعين، حيث يجتمع الصغير والكبير، قبل أذان المغرب، ثم يتم تناول العشاء، وما ان ينتهي تناول الطعام حتى يبدأ الحفل ويدوم الى ساعة الفجر من اليوم الجديد.. مع الصخب البهيج.
أما معنى "كف العرب" المقصود به، توصيف طقس التصفيق بالأكف، في وحدات إيقاعية معينة ومصاحبة للمنشد وهو ينشد المجاريد.
أما موضوعات قصائد المنشدين، وبعد تناول تاريخ القبيلة ومشايخها، فهي متنوعة وتتناول أغلب مناحي الحياة، مثل وضع المرأة ومكانتها، وفنون الفروسية وتقاليدها وأخلاقياتها، وايضا عن مكانة "الخيل" عند أفراد القبيلة.
ويوضح المؤلف انه الشخص الكبير في السن، ينشد المفاخر والمجاريد الخاصة بالقنص والصيد. بينما يفضل الشباب منهم، الترنم بمجاريد الغزل، والتي غالبا ما تكون مستحدثة، وأسهل فى اللغة والفهم.
ويخلص مؤلف الكتاب، إلى أن تلك النصوص هي بحاجة إلى جهد مضاف لجمع الكثير منها، وإخضاعها إلى الدراسة الدقيقة، وربما قبل فوات الأوان، ووصول وسائل التثقيف والإعلام المعاصرة إلى الكثير من مناطق القبائل فى مصر، فضلا عن توافر عدد كبير من الأجيال الجديدة، وأيضا النزوح إلى المدن وتلقي الافراد لقسط كبير من التعليم، بل والإقامة بعيدا عن أرض القبيلة والأجداد.
الكتاب: مجاريد العرب في الشرقية
تأليف: الطحاوي سعود
الناشر: هيئة قصور الثقافة- القاهرة- 2011
الصفحات: 152 صفحة
القطع: الصغير
