يضم كتاب "حسام الخطيب جماليات المثاقفة"، من إعداد وتوثيق الدكتور علي القيم، مجموعة من الشهادات والأبحاث. وتستهل فصوله بمقدمة للدكتور رياض عصمت، وهي بعنوان: "الأمين على النقد المقارن".
ويقول فيهــا: "الحكمة هي ما جعلته ينال عن استحقاق وجدارة، جائزة الملك فيصل الرفيعة، وهي ما جعلت جامعة اليمن، ثم جامعة قطر، تنشدانه وتتعاقدان معه كأستاذ زائر، قبل أن يصير مستشاراً لدى وزارة الثقافة القطرية ثم خبيراً ثقافياً لدى ديوان الأميري".
وكتب الدكتور علي القيم: "لقد عبر من خلال كتاباته ودراساته الشخصية، عن شخصية البناء الدرامي والروائي في الأدب العربي ومدى قدرتها على تكثيف الإحساس بعوالم الحياة المختلفة، ومدى كونها الأداة الفاعلة لرؤية العالم بوصفها أنموذجاً فنياً، ممثلاً للعقل الجمعي للجماعة التي ينتمي إليها الأديب والفنان المثقف، ويعبّر من خلالها عن رؤيته للعالم، وهذا الإنسان هو أنموذج متقدم جدّاً لإدراك الكون والوجود".
ويوضح المؤلف ان حسام الخطيب يرى أن الأدب المقارن يمهد الطريق إلى عالمية الأدب، ثم عولمته ووسيلته الترجمة، علماً أنه أوّل من رسّخ مصطلح الأدب المقارن في سوريا، قي مقال بمجلة "المعرفة" مطلع الستينات من القرن العشرين. وقد اوضح الدكتور حسن جمعة في شهادته، طبيعة ريادة حسام الخطيب: "فحين تقارن بثقافة أخرى مباينة، وأدب بأدب آخر مغاير، فإنك قادر على إعادة تشكيل الثقافة العربية وأدبها في صميم الثقافة الإنسانية ومفاهيمها الفكرية والجمالية، ولهذا لا يمكن للكتابة المبدعة أن تحقق جماليتها ووظيفتها في الفكر والحياة، إلا من خلال إعادة بناء مضامينها في إطار جمالية المثاقفة مع الآخــر والانفتاح على رؤيته".
كما يتضمن الكتاب، شهادة الأديب وليد إخلاصي، بعد أن كتب الدكتور حسام الخطيب مقدمة لكتابه "المتعة الأخيرة "، يقول فيها: "إن الخطيب قد تجلت روايته للأدب بكثير من النزاهة الفكرية، وعملت مجسّاته النقدية على تصحيح مسارات للأفكار والصور التي اعتمدتها في ذلك الكتاب، فكان معلماً، ولكنه لم يرفض أستاذيته.
وليظهر توجيهه بطريقة أميل إلى التعاطف منه إلى التجريح، فكأن حسامه النقدي رفيق بالنص لا يرمي إلى تمزيقه محترماً طاقة صاحبه، وأظن المألوف عند جماعة أهل النقد لا يهمها سوى الهجوم على أعمال أدبية وفنية أو غيرها... أظن أن مقدمة الدكتور الخطيب تعتبر أنموذجاً لأخلاق نقدية تنتمي إلى رؤية معرفية، كما يمكن اعتبارها دليلاً على ما يجب أن يكون عليه النقد أو المراجعة".
وبدوره، الدكتور سمر روحي الفيصل، أدلى بدلوه أيضاً: "إن الرؤيا الكامنة وراء استعمال الناقد الخطيب مصطلح (النثر القصصي) في ستينات القرن العشرين، هي أن هذه الظاهرة الأدبية، كانت آنذاك، ضعيفة ناشئة، ولهذا السبب آثر الدكتور الخطيب الجمع بين جنسين أدبيين، وهما القصة القصيرة والرواية، ذلك ضمن مصطلح واحد، وقد لاحظت أنّ هذه الرؤيا نابعة من الظاهرة القصصية العربية عموماً، والسورية خصوصاً، وليست مسقطة عليها، ما يعني أنّ تطوّر الظاهرة الأدبية ونهوضها وازدهارها في ثمانينات القرن العشرين... ".
وكذلك، أدرج رشاد أبوشاور في الكتاب، شهادته: "هناك أمر أحسب أن الكثيرين يجهلونه، وهو الموقع الذي شغله الدكتور حسام في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي هي بمثابة وزارة في الدول العربية، وفي موقع رئيس دائرة الشؤون الثقافية والتربوية، ولكنه استقال طوعاً، وتخلّى عن المنصب الرفيع، وكتب تجربته في كتاب شديد الأهمية بعنوان "في التجربة الفلسطينية" عام 1972".
وكذلك فعل حمزه برقاوي، أمين سرّ الاتحاد العام للكتاب والصحافيين الفلسطينيين، فقال: "إنه تعاون مع اليونسكو في ثمانينات القرن الماضي، في مشروع التعريف بالأدب الفلسطيني، وفي مقدمتهم الكاتبة الايرلندية أيثل مانين...".
وحول الموضوعات التي تناولها كتاب الدكتور حسام الخطيب "اللغة العربية: إضاءات عصرية"، ينتهي الدكتور عبدالملك مرتاض الى القول: "إن الكتاب لم يغرق في التنظير، ولم يسقط في التجريد، ولا الخـــوض في الجدل العقيم، وإنما عرض آراء وأفكار عملية حول وضع اللغة العربية حاضراً ومستقبلاً، حيث يقدم الكتاب مطالعتين حول الجوانب العملية في قضية اللغة العربية، ودراسة مفصلة حول لغة التعليم العالي، وبعض النظرات المتفرقة حول طريقــة استخدام اللغة العربية في مجالات الحياة العامّة، ولا سيمـــا المجال الإعلامي، وينتهي بدراســـة مترجمـــة عن اللغـــة عند المرأة".
الكتاب: جماليات المثاقفة .. حسام الخطيب
إعداد وتوثيق:د.علي القيم
الناشر: وزارة الثقافة الهيئة العامّة السورية دمشق 2012
الصفحات: 392 صفحة
القطع: الكبير
