إذا تجشأ كبش في استراليا، فإنه يزيد من درجة الاحتباس الحراري!
ربما يتساءل القارئ: وما هي العلاقة الموجودة بين الكباش الاحتباس الحراري؟
الإجابة تأتينا من أستراليا التي تعتقد أن جشاء الكباش يعمل على زيادة الاحتباس الحراري في الأرض مستندة في ذلك على اتفاقية كيوتو المعروفة التي ينشغل بها العالم منذ سنوات.
كثيرون لا يعرفون، وأنا من ضمنهم، أن الكبش حين يتجشأ، يطلق مادة في الهواء تسمى مادة «الميثان» وهو يشبه «غاز المناجم»، عنصر من العناصر المتسببة في ارتفاع درجة حرارة الأرض أي الاحتباس الحراري. وتحتوي استراليا لوحدها على ما يفوق 115 مليون كبش أي ما يفوق نفوس دول عديدة، وتبلغ مادة «الميثان» التي تفرزها هذه القطعان 13% من مجموع الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري.
ما العمل؟ وماذا على استراليا أن تفعل؟ هل تتخلص من كباشها؟ هل تصدرها إلى الدول العربية لاستخدامها أضحية في عيد الأضحى؟
كلا. لا هذا الحل ولا ذاك. استراليا فكرت بطريقة أخرى، وحكومتها قلقة إزاء ما تفعله كباشها واحتجت عليها دول كثيرة وخاصة الدول التي وقعت على اتفاقية كيوتو. لهذا لجأت إلى علمائها. وكلفت فريقا منهم من أجل اختراع حقنة لمنع الكباش من عملية الجشاء ودفعتهم إلى التفكير في تطوير هذا العقار للحد من هذه الكارثة.
و تفيدنا العلوم بأن هذه الحيوانات لا تقوم بفرز مادة «الميثان» مباشرة بل تقوم بفرز بكتيريا في معدة الحيوان وهي عبارة عن أجسام من الصعب جداً العمل عليها في المختبرات. وعلى الرغم من هذه الصعوبات، استطاع أحد الأطباء من التوصل إلى اختراع حقنة بإمكانها منع الكباش من إطلاق هذه الغازات بحيث أدى إلى التقليل من نفث غاز «الميثان» عند الكباش بنسبة 8%.
ويأمل الدكتور الذي يدعى رايت أن يوسع دائرة أبحاثه العلمية لتشمل كذلك الأبقار التي تنفث غاز «الميثان» أيضاً بعشرة أضعاف لكن المشكلة التي يصادفها الآن تتمثل في أن القناع المصنوع والذي يأخذ عينات من الغاز غير مصممة للحيوانات ذات القرون.
الكباش والأبقار الأسترالية حزينة لأن الغاز الذي تنفثه مضر بالبيئة ربما لهذا السبب تزداد ضراوة شركات تصنيع اللحوم على قتلها وتعليبها وبيعها إلى العالم الثالث؟
لا أحد يتكلم عن قطع الأشجار بكميات كبيرة في غابة الأمازون البرازيلية والتي تسبب سنويا ضخ حوالي 700 مليون طن من الغازات أو ما تنتجه الهند بمصانعها التقليدية والصين بآلتها الإنتاجية العملاقة.
اجتمع العالم مرتين في الريو وكيوتو لمواجهة التلوث، وظلت الولايات المتحدة صامتة لا توقع على أي اتفاقية، وهي الملوثة الأولى في العالم.
كاد العالم ينسى هذه الكارثة البيئية لولا منح جائزة نوبل لـ «آل غور» الذي أعاد البيئة إلى قلب اهتمامات العالم وأصبح أحد رموز المدافعين عن البيئة في العصر الحاضر ولكنه لم يلتفت إلى الكباش الاسترالية.
وماذا عن المصانع النووية الملوثة التي يتسابق في صنعها العالم؟!
على أية حال، الاتهامات بتدمير الطبيعة موجهة حالياً إلى الكباش والأبقار الاسترالية.
هل يدرجها مؤتمر البيئة القادم المقرر عقده في كوبنهاغن ضمن جدول أعماله باعتبارها أخطر ما يهدد سلامة البيئة؟
