يعرف نفسه بأنه «يمني عربي.. يعتز بعروبته وإسلامه»، يؤمن بأن العلاقات الإنسانية يجب أن تطغى على كل شيء. إنه الطبيب والأستاذ الجامعي، ثم الدبلوماسي المحترف، أبو بكر عبد الله القربي، وزير الخارجية اليمني. من مواليد محافظة البيضاء جنوب اليمن عام 1942، وتربى في عدن حيث أكمل مراحله الدراسية الأولى.

لا يؤمن بتعدد الزوجات «إلا إذا كانت هناك أسباب شرعية لذلك»! متزوج من دكتورة عزة غانم، وله ولدان، أحدهما يدير شركة بريطانية في إحدى الدول العربية، والثاني أستاذ جامعي، وله خمسة أحفاد. وما زال يحتفظ بذكريات جميلة عن براءة الريف وصفائه، وعن العلاقات الإنسانية بين أبناء الريف «التي، للأسف الشديد، تضيع عندما يعيش الإنسان في المدينة» كما يقول. استلته السياسة من مجاله الإنساني الطبي، فيما يشبه «السرقة بالرضا»، حيث امتهن السباحة في لججها المتلاطمة، يحاول تفكيك عقدها الشائكة بأنامل الطبيب حينا، ومجاراة عواصفها بمرونة الدبلوماسي حينا آخر.

ورغم ما تتطلبه السياسة، في غالب أحوالها، من تجمّد المشاعر وتغييب العاطفة، إلا أنه يسعى «لخلق علاقات مع الآخرين تنطلق من الجانب الإنساني، لا من الجانب المصلحي» وحده.

يرفض الاستبداد، ويقول إنه «ديمقراطي داخل المنزل وخارجه». يكاد يختزل يومه في العمل الرسمي في الوزارة، ويخصص ما يتاح له من أوقات المساء للأسرة والأبناء، المتواجدين.

يهوى القراءة والشعر، ولعبة التنس والبلياردو، ويعشق صوت كوكب الشرق أم كلثوم، ويأمل أن يكون له دور في الأعمال الخيرية ومنظمات المجتمع المدني. يقر على استحياء بأن له محاولات شعرية «لكنها لم تكلل بالنجاح». أما شاعره المفضل، الذي يحرص على قراءة ديوانه باستمرار، فهو أبو الطيب المتنبي الذي يعجبه شعره كثيرا، وخاصة قوله:

كل حلم أتى بغير اقتدار

حجة لاجئٌ إليها اللئام

من يَهُن يسهل الهوان عليه

ما لجرح بميت إيلام

متخصص في أمراض الجهاز الهضمي والغدد الصماء، حيث تخرج من جامعة ادنبره في بريطانيا عام 68، وحصل في العام 1972 على دبلوم طب المناطق الحارة من جامعة لندن، ثم زمالة الكلية الملكية من جامعة ليفربول وزمالة الكلية الملكية البريطانية للأمراض الباطنية عام 1974، وزمالة الكلية الملكية الكندية للأمراض الباطنية والجراحة 1975، وزمالة الكلية البريطانية لعلم الأمراض 1976 وزمالة الكلية الملكية للأمراض الباطنية في لندن 1990.

تدرج في عدد من الوظائف الطبية والأكاديمية طيلة عقدين من الزمن، ثم انخرط في العمل الوزاري وزيرا للتربية والتعليم (1993 ـ 1994)، ثم وزيراً للخارجية منذ عام 2001، وهو المنصب الذي ما زال يشغله حتى الآن، وعبر أربعة تشكيلات حكومية متتالية.

يرى أجمل اللحظات المؤثرة التي لا تنسى يوم رفع علم الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، ويتمنى لو يعود زخم الحراك القومي العربي في نهاية الخمسينات والستينات، ويعتبر النخلة رمزا للشموخ والاستقامة.

وفي حين يعتبر قراراته الاستثمارية فاشلة، فإنه يعتبر أكثر قراراته نجاحا هو قرار اختيار الزوجة.. وهذا نجاح لا شك يحسده عليه كثيرون! ومع أنه طبيب، ومتخصص في أكثر الاختصاصات ارتباطا بالبطن وما تحويه، فإنه ما زال ميالا إلى العادات الريفية في تفضيل وجبات اللحوم.

عبد الله اسحاق