في مثل هذا اليوم من عام 1799، فقدت الولايات المتحدة أول رئيس لها وصانع ثورتها التي جلبت للأميركيين الاستقلال عن بريطانيا، هو جورج واشنطن أول ثوري في التاريخ الأميركي وبطل حرب الاستقلال. هو المؤسس لأميركا الحديثة التي ان أردنا أن نذكر تاريخها قبل بزوغ نجم جورج واشنطن، فلا نكتفي بذكر الاستعمار البريطاني الذي هيمن على الارض الأميركية.
بل نعود إلى بدايات القرن السابع عشر الذي شهد بداية عبور الأوروبيين الأطلسي ووصولهم إلى العالم الجديد حسب تسميتهم. كان أشهر وأول نزوح أوروبي بعد اكتشاف أميركا على يد كولومبوس في أواخر القرن الخامس عشر، هو ما عرف برحلة هؤلاء المهاجرين الاوائل عام 1620 على ظهر السفينة مايفلاور. وهؤلاء يطلق عليهم تاريخيا الآباء المؤسسون (ذي بلجريم فاذرز).
أتوا من بريطانيا ومنهم أجداد واشنطن، ثم لحق بهم فيما بعد فرنسيون وهولنديون وغيرهم. ولكن كانت السطوة للبريطانيين. وضعوا أيديهم على مقدرات العالم الجديد، اعتبروا كل من يسكن الأرض الأميركية، بريطانياً، ملزما بما تمليه عليه السلطة البريطانية وخاصة فيما يتعلق بدفع الضرائب.
جورج واشنطن. . ولد بعد مئة عام من استقرار المهاجرين الاوائل في العالم الجديد. محل ميلاده عام 1732 ولاية فيرجينيا. ينحدر من أسرة إنجليزية تعود أصولها للملك ادوارد الثالث (حسب التاريخ الأميركي). وكانوا يستخدمون العبيد الأفارقة في مزارعهم. وقضى واشنطن صباه في مزرعة فيري في مقاطعة ستا فورد. تلقى معظم تعليمه في المنزل وتدرب على مسح الأراضي وحصل على شهادة دراسية من كلية ويليام وماري. وقد نجا من موت محقق عند أصابته بمرض الجدري بينما بقيت بثور الجدري في وجهه.
في سن الثانية والعشرين وهو شاب غض العود، سطع نجمه العسكري حيث قاد وهو يحمل رتبة ليفتنانت كولونيل «مقدم»، وبالنيابة عن حاكم فيرجينيا، حملة عسكرية ضد الفرنسيين في وادي نهر أوهيو. ويقال ؟
حسب موقع تقرير واشنطن الالكتروني - إنه قام بإطلاق طلقات نارية، قيل إنها كانت سببا في بداية ما يمكن أن نسميه حربا عالمية. كانت الاضطرابات قد اندلعت عام 1753، عندما قام الفرنسيون ببناء سلسلة من الحصون في مدينة أوهايو التي كانت تطالب بها ولاية فيرجينيا.
وطلب حاكم فيرجينيا من القائد الشاب جورج واشنطن أن يسلم رسالة لقائد القوات الفرنسية تطالبه بالرحيل، وعندما جاء الرد بالرفض أرسل حاكم فيرجينيا روبرت دين ويدي جورج واشنطن على رأس الفوج العسكري الأول لإجلاء القوات الفرنسية من اوهايو، وهناك قام واشنطن بعمل كمين للقوات الفرنسية الكندية، وبعد عدة مناوشات قام تنكاريسون حليف جورج واشنطن من الهنود الحمر، بقتل القائد الفرنسي انسين يمونوفي.
وعرفت هذه الحادثة فيما بعد بحادثة يمونوفي التي أطلقت شرارة الحرب الفرنسية الهندية، وفيها أجبر جورج واشنطن على توقيع اعتراف بخط يده يقر فيه باغتيال يومونوفي. وكانت هذه الحرب جزءا من الحرب العالمية المسماة بحرب السبع سنوات.
بعد انتهاء تلك الحرب، استقال واشنطن من منصبه العسكري، وعاد إلى حياته كمزارع. ثم حصل على مكانة مرموقة، تتمثل في حصوله على مقعد ضمن مجلس بورجيسيس بولاية فيرجينيا. وخلال عقدين فيما بعد صار واشنطن من العناصر الرئيسية المعارضة لسياسة دفع الضرائب وأساليب القمع التي يتعرض لها المستوطنون، أي سكان المستوطنات الذين ينتسب اليهم. وفي عام 1774، وهو في سن الثانية والاربعين، صار ممثل ولاية فيرجينيا في المجلس القاري. ومنذ ذلك التاريخ، بدأت معركته ضد الاستعمار البريطاني، فقاد ثورة التحرير. ثم اختير عام 1775 قائدًا لجيش المستعمرات التي شكلت فيما بعد الولايات المتحدة. .
خاض من خلاله معارك في عدة مناطق على مدى ست سنوات. آخرها عام 1781، عندما حاصر واشنطن القوات البريطانية في نيويورك حتى تم التصديق على معاهدة السلام بين بريطانيا وأميركا سنة 1783. وفي 1787 ترأس الاتفاقية الدستوريةَ التي صاغت الدستور الأميركي الحالي. وفي 1789 أختير بالانتخاب كأول رئيس للولايات المتحدة. أدى أول قسم دستوري في تاريخ أميركا في مبنى مجلس الشيوخ يوم 30 أبريل 1789 ليحكم لفترتين متتاليتين من 1789 إلى 1797. وتوفي في 14 ديسمبر 1799 أي بعد عامين من خروجه من السلطة.
التاريخ لايغفل موقفه من اليهود، وهو موقف لو كان قد أعلن عنه في عصرنا الراهن لكان قد اتهم بالمعاداة للسامية.
واشنطن قال حسب ماورد في سجلات التاريخ، وخلال خطابه عام 1789 الذي أقر فيه الدستور: «هناك خطر عظيم يهدد الولايات المتحدة وهو خطر اليهود. . أيها السادة فى كل أرض حل بها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقى وأفسدوا الذمة التجارية فيها. . إنهم كوّنوا حكومة داخل الحكومة. وحينما يجدون معارضة من أحد فإنهم يعملون على خنق الأمة ماليا.
حسن صابر
