في دبي لدينا ثلاث جهات للتعامل مع الثلاسيميا، هي جمعية الإمارات للثلاسيميا ويتلخص دورها في نشر التوعية والثقافة حول هذا المرض الذي ما زال يشكل تحديا كبيرا للجهات الصحية، ولدينا أيضا مركز الثلاسيميا في مستشفى الوصل، ويقوم بمجهودات جبارة في علاج ما يقرب من 400 مريض من مختلف أرجاء الدولة.

ولدينا جمعية الإمارات للأمراض الجينية ويتلخص دورها في إجراء مسح لطلبة وطالبات كلية التقنية بميزانية قد تصل إلى الملايين سنويا. ورغم تأكيدنا على أهمية إجراء مثل هذه الفحوصات علما بأنه لم يعد لها أي مبرر خاصة بعد تطبيق شرط الفحص الطبي للمقبلين على الزواج من المواطنين والمقيمين، إلا أننا نقول إن هناك مئات المرضى في الإمارات الشمالية ما زال ينقصهم الكثير للوصول إلى ما وصل إليه أقرانهم في دبي وأبو ظبي مثلا.

فالإمارات الشمالية تعاني منذ سنوات من عدم وجود مركز متخصص لعلاج الثلاسيميا، ومرضى الثلاسيميا هناك ما زالوا يعيشون على مضخات الديسفيرال التي يتعين على المريض أخذها بمعدل خمسة أيام أسبوعيا للتخلص من الحديد الناجم عن عمليات نقل الدم المتكررة، علما بأن أعدادا كبيرة من المرضى ممن سمحت أوضاعهم الصحية في دبي وأبوظبي قد تخلصوا من هذه المعاناة الأبدية وبدأوا يستخدمون أدوية تؤخذ عن طريق الفم.

وأمام هذا الوضع ينبغي على الجهات الثلاث دعم مرضى الثلاسيميا في الإمارات الشمالية ماديا ومعنويا، وتوحيد جهود الجمعية ومركز الثلاسيميا وجمعية الأمراض الجينية تحت بوتقة واحدة طالما أنها تسعى لتحقيق الهدف نفسه وهو «إماراتنا خالية من الثلاسيميا» في العام 2012 حتى لا نفاجأ عند حلول هذا الموعد بأننا ما زلنا ندور في حلقة مفرغة.