ترافق التحول النوعي في العمل الوطني للشعب الفلسطيني، وتنامي الدور الخاص لحركته الوطنية مع انطلاق الرصاصات الأولى على يد حركة فتح، مع انبثاق عشرات النوى والخلايا والفصائل والسرايا الفلسطينية الباحثة عن موطئ قدم في ساحة الاندفاع الوطني الفلسطيني، خصوصاً وأن النقاشات والحوارات الفكرية لعبت دوراً كبيراً في تعدد الاجتهادات، وفي سعي الجميع لالتقاط اتجاه البوصلة بشكل جيد في بيئة سياسية شرق أوسطية ودولية متحركة.
وبحكم واقع الحياة السياسية وقوانينها، والنظم التي حكمت ووفرت الروافع لقوى دون غيرها، فان العديد من القوى التي شكلت روافد إضافية في مسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة كان مآلها إما الاندماج مع غيرها من القوى الأساسية، أو الانكفاء والتحول إلى أطر وطنية عامة بأشخاصها ورموزها، وعلى هذا الأساس يمكن أن نلمس الخريطة التالية من تشكيلات القوى الفلسطينية.
تنظيم أبطال العودة
تنظيم فلسطيني نشأ نهاية العام 1966 بدعم مباشر من رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك المرحوم أحمد الشقيري، وقائد جيش التحرير الفلسطيني اللواء وجيه المدني، وكان جزءاً من ائتلاف الجبهة الشعبية بقيادة صبحي التميمي (أبو جبريل).
والشهيد الحاج فايز جابر (أبو نافذ)، عبد الرحيم جابر، ونفذ التنظيم المذكور أولى عملياته الفدائية في 19/10/1966، وحاولت مجموعة منه اقتحام الكنيست الصهيوني في القدس الغربية يوم 18/12/1966. وعملياً انتهت صيغة التنظيم المشار إليه بالرغم من خروج عدد من قياداته من ائتلاف الجبهة الشعبية، بينما اندمج الآخرون بشكل تام في صيغة وهيئات وأطر الجبهة الشعبية.
تكتل الفدائيين المستقلين
نشأ نشأة مشابهة لنشأة جبهة الفداء، فكان عبارة عن مجموعة فدائية فلسطينية تشكلت أوائل الستينيات من القرن الماضي، وضمت في صفوفها قدامى المحاربين في فلسطين قبل النكبة. وبقيت مجموعة صغيرة، حيث شاركت في المؤتمر الفلسطيني الثالث الذي عقد في القاهرة في 31/5/1965. وانضمت بعد ذلك إلى حركة فتح.
التنظيم الثوري الفلسطيني: مجموعة فلسطينية يسارية متنورة نسبياً، نشأت في النصف الأول من ستينيات القرن الماضي، وقدمت طروحات نظرية وسياسية بشأن القضية الفلسطينية، كما شاركت في المؤتمر الوطني الفلسطيني الثالث الذي عقد في القاهرة في 31/5/1965. وتوزع أعضاؤها على مختلف الفصائل مع نهاية العام 1965.
جبهة التحرير الفلسطينية (طريق العودة)
تشكلت في لبنان بدعم وإشراف من المفتي المرحوم الحاج أمين الحسيني عام 1964، وبرز من قادتها شفيق الحوت (أبو الهادر)، حيث أقامت معسكراً للتدريب في عرمون / جبل لبنان. وانتهت مع الانطلاقة المسلحة لحركة فتح، وانضم غالبية أعضائها إلى حركة فتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
تنظيم أبطال العودة
تنظيم فلسطيني آخر، حمل الاسم ذاته للتنظيم الذي انضم للجبهة الشعبية. فقد نشأ هذا التنظيم في مخيم الوليد للاجئين الفلسطينيين بمدينة حمص وسط سوريا تحت قيادة العميد الفلسطيني منيب المجذوب عام 1964، وأنضم بغالبيته إلى حركة فتح إبان تأسيسها.
كتائب العودة
تنظيم نشأ في النصف الثاني من ستينيات القرن المنصرم وظهر في مخيم العروب (الخليل) بقيادة الشهيد طلعت يعقوب (أبو يعقوب)، وعبد الفتاح غانم، أحمد نجم (أبو العلاء)، محمد غانم، رشاد أبو شاور وانضم إلى (الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة) وخرج منها منتصف العام 1976 في سياق انشقاق جبهة التحرير الفلسطينية.
حركة الشباب الثوري الفلسطيني
إطار سياسي فلسطيني، تأسس بعد حرب يونيو 1967، ودعا إلى ممارسة العمل الفدائي المسلح وفق نظرية حرب الشعب، وشارك في اجتماعات القاهرة الفلسطينية في فبراير 1968، وأعلن في حينها انضمامه بالكامل كأفراد وجماعة إلى صفوف حركة فتح.
الجبهة الثورية لتحرير فلسطين
تأسست عام 1964 بقيادة محمد زهدي النشاشيبي (أبو زهدي)، والنقيب يوسف عرابي (أبو عرب)، والعميد فهمي هوين وتلاشت بعد الانطلاقة المسلحة لحركة فتح. بينما أصبح النشاشيبي عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عبر عدة دورات، ووزيراً في إحدى وزارات السلطة الوطنية الفلسطينية التي تشكلت عام 1994.
منظمة أحرار فلسطين
منظمة صغيرة تأسست عام 1967 في الأردن، وحاولت الانضمام عام 1968 إلى حركة فتح، ويقال وفق مصادر مختلفة بأن اللواء غازي عربيات من المخابرات الأردنية كان وراء تشكيلها.
منظمة طلائع الفداء لتحرير فلسطين (فرقة خالد بن الوليد)
ظهرت بقيادة الشهيد صبحي ياسين (أبو خالد) في 7 سبتمبر 1968 وانضمت إلى حركة فتح في الأردن بعد فترة من تأسيسها. بينما استشهد مؤسسها في أغوار الأردن عام 1969 ودفن في القاهرة في جنازة مهيبة.
قوات الجهاد المقدس
أعلن عن قيامها في 12 يونيو 1969 في الأردن، مستعيرة اسمها من قوات الجهاد المقدس التي قاتلت في حرب 1948 تحت قيادة الشهيد عبد القادر الحسيني، وانضمت إلى حركة فتح في الأردن.
المنظمة الشعبية لتحرير فلسطين
تأسست منتصف العام 1964 عشية الدورة الأولى للمجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد اجتماعاته في مدينة القدس، من ثلاثة روافد : يساريين من حركة القوميين العرب ومن بعض المتنورين، أعضاء سابقين في حزب البعث العربي الاشتراكي، أعضاء سابقين في الحزب الشيوعي الأردني ومن الجالية الفلسطينية في الكويت ومن الأردن. واستمر هذا التنظيم حتى تلاشى إلى ثلاث كتل :
كتلة التحقت بحركة القوميين العرب، وكتلة عادت إلى صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي، وكتلة ثالثة شكلت مجموعة عصبة اليسار الثوري الفلسطيني، والتي رفضت الانضمام إلي أي حزب شيوعي بسبب مواقف الشيوعيين من قرار التقسيم. وقد مارست المنظمة الشعبية العمل الفدائي المسلح انطلاقاً من الأردن، واندمجت قياداتها العسكرية في إطار قوات التحرير الشعبية التي كانت تتبع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة أحمد الشقيري.
المكتب السياسي للقوى الثورية الفلسطينية
هيئة تنسيقية أكثر منها تنظيم مستقل، ضمت جميع القوى الفلسطينية التي شاركت في المؤتمر الوطني الفلسطيني الثالث الذي عقد في القاهرة في 31/5/1965. وانتهت صيغتها مع اجتماعات القاهرة الفلسطينية التي عقدت في القاهرة في فبراير 1968.
المجال (فرع العمليات الخارجية) إطار فاعل خاص بالعمليات النوعية، أنشأه الشهيد الدكتور وديع حداد من بين كوادر منتقاة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بغرض تنفيذ سلسلة من العمليات الفدائية تهدف لإعادة فرض القضية الفلسطينية على جدول أعمال المجتمع الدولي بعد التغييب القسري لها.
ويؤكد الدكتور جورج حبش في حديثه عن الشهيد وديع حداد بالقول: (اتفقت مع وديع على تنفيذ عمليات خارجية تشد أبصار العالم )، وبالفعل نجح الدكتور وديع حداد في تنفيذ أولى عمليات خطف الطائرات عام 1968، وأستطاع أن يدير شبكة تحالفات واسعة بين المجال الخارجي والحركات الراديكالية في العالم، مثل : مجموعة الجيش الأحمر الياباني، مجموعة بادر ماينهوف الألمانية، الألوية الحمراء الايطالية، ومنظمة العمل المباشر الفرنسية..
. حيث نفذت العديد من العمليات النوعية أهمها عملية مطار اللد من قبل مجموعة الجيش الأحمر الياباني التي كانت تعمل تحت إمرة الشهيد وديع حداد.
وبعد الخروج الفلسطيني المسلح من الأردن، اتخذت قيادة الجبهة الشعبية قراراً بوقف العمليات الخارجية، باعتبارها استنفذت الأغراض المطلوبة منها، إلا أن إصرار مجموعة المجال الخارجي على مواصلة العمليات إياها دفع بقيادة الجبهة الشعبية لفصل كل عناصر وكوادر الفرع الخارجي، الذين اتخذوا من بغداد وعدن نقطتي ارتكاز في الاستقرار القيادي ومواصلة التدريب في معسكرات خاصة تم إنشاؤها هناك.
وفي العام 1990 أعادت الجبهة الشعبية عبر مؤتمرها العام الخامس الذي عقد في مخيم اليرموك، الاعتبار للشهيد الدكتور وديع حداد، الذي أعطى قضية شعبه كل طاقته وحياته، ورفع من شعبية وحضور الجبهة الشعبية، خصوصاً مع المناقبية العالية التي ميزت شخصيته الوطنية.
وقد استشهد الدكتور حداد في حادث مدبر بعد تسميم تعرض له، ودفن في بغداد في تشييع رسمي في مارس 1978، وقبيل وفاته وأثناء احتضاره سلم قيادة الجبهة الشعبية حاصل الممتلكات النقدية لفرع المجال الخارجي، فاستشهد نظيف الكف طيب السريرة.
ومؤخراً ألقى كتاب جديد صدر في إسرائيل من تأليف الصحافي أهارون كلاين مزيداً من الضوء على الاغتيالات التي نفذها عملاء جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد) منذ سبعينات القرن الماضي، واستهدفت قياديين وناشطين فلسطينيين بارزين في أرجاء العالم. وكشف المؤلف أن جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) هو الذي قام بتصفية القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وديع حداد العام 1978 بواسطة شوكولاتة مسمومة.
حيث علم الموساد بشغف وديع حداد بالشيوكولاتة البلجيكية، فأدخل خبراء الموساد مادة سامة بيولوجية تعمل ببطء إلى كمية من الشيوكولاتة البلجيكية أرسلوها إلى وديع حداد بطريقة معقدة من أوروبا إلى العراق. وبعدما تناول حداد هذه الشيوكولاتة تدهورت حاله الصحية بصورة خطيرة وعانى كثيراً في مستشفى في ألمانيا الشرقية إلى أن توفي العام 1978.
وبعدما أشار كلاين إلى أن عملية التصفية هذه «كانت أول عملية تصفية بيولوجية» تنفذها إسرائيل، قال إن الدولة العبرية التي تصف وديع حداد بـ «الإرهابي المتمرس والمتعدد المواهب»، اتهمته بأنه كان أول من خطف طائرة تابعة لشركة الطيران الإسرائيلية «العال» العام 1968 التي تم الإفراج عن ركابها الرهائن فقط بعد خضوع الحكومة الإسرائيلية لشرطه بالإفراج عن أسرى فلسطينيين.
الجبهة العالميةلتحرير فلسطين
مجموعة فدائية نشأت في ديسمبر 1972 نتيجة انشقاق صغير وقع في صفوف قوات اليرموك التابعة لحركة فتح، وذلك على خلفية اقتراحات تقدم بها البعض في القيادة العامة لقوات العاصفة لتوزيع ملاكات قوات اليرموك على باقي وحدات قوات العاصفة. ولكن سريعاً ما اندثرت المجموعة المشار إليها.
تنظيم طارق بن زياد: تنظيم حزبي سري في الضفة الغربية وقطاع غزة تشكل من بقايا أعضاء البعث في فلسطين بعد عدوان يونيو 1967، كان يطلق عليه أحياناً اسم «شعبة فلسطين في غزة»، وهو تنظيم حزبي يتبع القيادة القومية لحزب البعث في سوريا، حيث ارتبط بخيط سري مع القيادة بعيداً عن منظمة الصاعقة. وتعرض هذا التنظيم إلى ضربات واسعة واعتقالات شاملة عام 1976. وتحمل بقايا التنظيم إياه في الوقت الراهن اسماً معروفاً هو التنظيم البعثي في فلسطين. وكان من رموز هذا التنظيم الشهيد فريد غنام، وبسام الشكعة وآخرون.
عصبة اليسار الثوري الفلسطيني
مجموعة سياسية يسارية فلسطينية في سوريا، خرجت من رحم المنظمة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1969 وانضمت بعد ذلك كأفراد إلى مختلف الفصائل اليسارية الفلسطينية، وبرز من قياداتها المحامي موسى سويد.
جبهة ثوار فلسطين
تنظيم فلسطيني متواضع الحضور نشأ عام 1967 بقيادة محمد أبو سخيلة وانضم لمنظمة الصاعقة في مؤتمر القاهرة للقوى الفلسطينية عام 1968. وانضم قسم آخر منها إلى حركة فتح في 25 نوفمبر 1968.
جبهة التحرير الشعبية الفلسطينية
بقيادة العقيد طاهر دبلان، نشأت عام 1967 وانضمت لمنظمة الصاعقة في مؤتمر القاهرة للقوى الفلسطينية عام 1968، لكن العقيد دبلان خرج مجدداً من منظمة الصاعقة في مارس 1968 ليؤسس كتائب النصر الفدائية.
منظمة الجليل الأعلى
تنظيم متواضع الحضور نشأ نهاية العام 1967 وسط المخيمات الفلسطينية في سوريا بقيادة المدرس الفلسطيني داود أبو الشكر وانضم لمنظمة الصاعقة أثناء انعقاد مؤتمر القاهرة للفصائل الفلسطينية في 18/1/1968.
اللجنة المركزية لحركة المقاومة الفلسطينية
هيئة قيادية يومية أنشأتها منظمة التحرير الفلسطيني في الأردن في يونيو 1970 لمواجهة الوضع الاستثنائي الذي نشأ مع تسارع الأحداث في الأردن، وضمت الهيئة كل من ياسر عرفات، الدكتور عصام السرطاوي، الدكتور جورج حبش، ضافي الجمعاني، كمال ناصر واستحدث بالتوازي معها : اللجنة المركزية للميليشيا الموحدة، وقيادة الكفاح المسلح الفلسطيني( الشرطة العسكرية الموحدة).
كتائب النصر الفدائية
مجموعة فدائية أسسها العقيد طاهر دبلان في عمان/الأردن عام 1968 بعد خروجه من منظمة الصاعقة ومعه العقيد عبد الكريم عمر وآخرين ، حيث بدت تنظيماً فاعلاً في الساحة الأردنية، فضمت مئات المقاتلين، لكن القصور السياسي.
وسوء التقدير أديا إلى تلاشيها بعد اعتقال قائدها العقيد طاهر دبلان في عمان بعد أحداث 4/11/1968 على يد شرطة الكفاح المسلح الفلسطيني (الشرطة العسكرية) التي سلمته بدورها إلى السلطات الأردنية، التي اتهمته بإطلاق النار على موكب الملك حسين وقيام مجموعته بممارسات مخلة بالأمن في شوارع عمان واربد، واعتقل معه بحدود 100 عضو من مجموعته، أطلق سراح معظمهم بعد العام 1973، وتوفي دبلان في الكويت أواسط السبعينات من القرن الماضي.
ويعتبر البعض بأن التوتر على الساحة الأردنية ما بين القوات الفدائية الفلسطينية وما بين الحكومة الأردنية وصل ذروته في يوم 4/11/ 1968 حينما وقعت قضية أو مشكلة طاهر دبلان..
حيث اتخذ من تنظيم طاهر دبلان حجة ومدخلا، وفي اليوم المذكور أي يوم 4/11 /1968 نزل الجيش الأردني إلى الشارع، وفرض منع التجول، وأطلق النيران بغزارة. في الوقت الذي قامت السلطات الأردنية بإبلاغ أبو إياد وآخرين، بأنها تقوم بعملية ضد طاهر دبلان وأن الآخرين «غير مقصودين».
وأن هناك «فدائيا شريفا، وفدائيا غير شريف»، ولكن عندما بدأ التحرك العسكري كان العدد الأكبر من الشهداء هم من حركة فتح، وقدم دبلان للمحكمة العسكرية في عمان وثبت بطلان التهم الموجهة إليه، فقد شهد عليه (شاهد مزور) عضو من أعضاء منظمته كان مدسوساً على تنظيمه من قبل الجهات الأردنية.
جبهة التحرير الوطني الفلسطينية «ج ت ف»
تنظيم فلسطيني ظهر في 13 سبتمبر 1968، بقيادة حسن الصباريني (أبو حلمي)، وهو تنظيم صغير مارس العمل المسلح من أغوار الأردن وهضبة الجولان، وأنشأ العديد من القواعد الفدائية والارتكازية في سوريا والأردن، واندمج عام 1972 بحركة فتح بعد الخروج الفلسطيني المسلح من الأردن.
ويذكر بأن تنظيماً نشأ في قطاع غزة خلال ستينيات القرن الماضي وحمل الاسم ذاته : جبهة تحرير فلسطين (ج ت ف) وانضم بكامل أعضائه إلى صفوف حركة فتح فور الإعلان عن البيان الأول لقوات العاصفة في 1/1/1965.
الهيئة العاملة لتحرير فلسطين
تنظيم فلسطيني بدأ مسيرته متطرفاً، فمارس عمليات خارجية من نمط خطف الطائرات. أسسه في الأردن الشهيد جراح القلب، عصام السرطاوي، الذي بدأ حياته السياسية أيضاً متطرفاً، وتطور نحو القبول بمبدأ التعايش على أرض فلسطين «دولتين لشعبين». وشاركه في تأسيس الهيئة العاملة كل من محمد الحديدي، محمد الحنفي، صالح عبد الرحمن، وليم جورج، هادي حسني، عبد الغني عبد الحي .
وذلك عام 1968، وتحول سياسياً نحو العقلانية والإقلاع عن خطف الطائرات والعمليات الخارجية، فاندمجت أطره بحركة فتح في الدورة الخامسة للمجلس الوطني الفلسطيني التي عقدت عام 1969.
وأصبح الشهيد السرطاوي في حينها عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح، ومعنياً بالاتصالات الخارجية التي كانت تجريها حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية مع قوى السلام اليهودية التي تؤيد إقامة دولة فلسطينية إلى حين اغتياله في لشبونة / البرتغال، في 10/4/1983 على يد مجموعة فلسطينية تنتمي لما عرف باسم فتح/ المجلس الثوري بقيادة صبري البنا (أبو نضال).
ويلاحظ بأن الشهيد السرطاوي عاش واستشهد مدافعاً قوياً عن قضيته وعدالتها، وكان صاحب رؤية خاصة نابعة من تحليله للواقع القائم وموازين القوى. وكان شقيقه المهندس عمر السرطاوي قد أستشهد عام 1968 أثناء قصف الطيران الإسرائيلي لمواقع حركة فتح قرب مدينة السلط الأردنية.
ومن الطريف أن الشهيد الدكتور عصام السرطاوي اعتاد لبس الكوفية الفلسطينية طوال الحقبة الأردنية من مسيرة العمل الفدائي. وعند اتحاد الهيئة العاملة مع حركة فتح، خرج السرطاوي من اجتماعات المجلس الوطني ليبلغ الصحافيين أنه دخل المجلس الوطني هيئة عاملة وخرج حركة فتح.
طلائع الفداء القومي
تنظيم مسلح نشأ في الأردن عام 1969، وأحاطت الشكوك به، فقد تبين أنه لم يكن سوى حالة مفبركة هدفت إلى الإساءة للعمل الفدائي الفلسطيني الصاعد آنذاك. وتشك العديد من المصادر بأن المرحوم وصفي التل رئيس وزراء الأردن السابق، لعب دوراً في إنشاء ورعاية هذا التنظيم الذي بقي مجهولاً في الشارع الشعبي الفلسطيني، فاندثر عام 1971.
منظمة فلسطين العربية
أسسها الضابط الأردني الناصري الشهيد النقيب أحمد زعرور، ومساعدوه مروان مفيد، أحمد عمرو، ويوسف أبو اصبع وآخرون عام 1967، وكانت واحدة من القوى التي تشكل منها ائتلاف الجبهة الشعبية، لكنها خرجت مجدداً من الائتلاف عام 1969، وتميزت بالحضور العسكري وممارسة العمل الفدائي النشيط انطلاقاً من أغوار الأردن، واستمرت إلى حين الخروج الفلسطيني المسلح من الأردن فانضمت حينئذ إلى حركة فتح، وقد ميزت شخصية الشهيد أحمد زعرور المخلصة والنقية، منظمة فلسطين العربية ودورها في المرحلة الأردنية.
منظمة فدائية مقاتلة، أنشأت من قبل القيادة المصرية عام 1969، واقتصرت في تواجدها على الضفة الغربية لقناة السويس وفي عمق سيناء وقطاع غزة، واعتمدت على المتطوعين الفدائيين من فلسطين ومصر من بدو صحراء سيناء، وانتهجت خط الكفاح المسلح والعمليات الفدائية ضد القوات الإسرائيلية في سيناء ومناطق قطاع غزة. وانتهت عملياً مع وفاة الرئيس جمال عبد الناصر.
اتحاد الشبيبةا لثورية الفلسطينية
إطار فضفاض تأسس في العراق بتاريخ 17/2/1970 من الشبان والشابات الفلسطينيين المقيمين هناك، وشمل نشاطه الحقول الاجتماعية والثقافية والرياضية والعسكرية، لكنه لم يعمر طويلاً، فاندمجت أطره بجبهة التحرير العربية.
حركة تحرير الأرض
تنظيم مقاتل نشأ في فلسطين عام 1970 من اتحاد مجموعتين صغيرتين هما : حركة الانتحاريين العرب، ومنظمة شبان الثورة الفلسطينية، وعرف بدعوته للعمل المسلح، فاستطاع تنفيذ عملية فدائية واحدة تمثلت في نسف مصنع للأسلحة شرقي تل أبيب، واندمج أعضاؤه في باقي الفصائل.
لجنة التوجيه الوطني
إطار قيادي فلسطيني، تشكل في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بعد احتلالها مباشرة، وأنيطت به مهام قيادة الأطر والهيئات والعمل الوطني في الضفة الغربية وقطاع غزة. ومن رموز هذا الإطار : الدكتور حيدر عبد الشافي، بسام الشكعة، المرحوم الشيخ عبد الحميد السائح، عربي عواد، عبد الجواد صالح، بشير البرغوثي، كريم خلف، محمد الطويل، الفرد طوباسي
الجبهة الوطنية في الضفة الغربية وغزة.
إطار قيادي انبثق عام 1973، ويعتبر الصيغة المطورة للجنة التوجيه الوطني، حيث لعب دوراً رائداً في توجيه مقاومة الاحتلال والدفاع عن الأرض في وجه حملات الاستيطان ومصادرة ونهب الأرض في المناطق المحتلة عام 1967، ومن أبرز رموزها : بسام الشكعة، كريم خلف، محمد الطويل، الدكتور حيدر عبد الشافي، الدكتور الفرد طوباسي، الشهيد فهد القواسمي، محمد ملحم، الشيخ رجب بيوض التميمي، عبد الجواد صالح، عربي عواد.
الجبهة الشعبية الثورية لتحرير فلسطين
تأسست عام 1972 اثر انشقاق مدبر في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مخيمات لبنان وسوريا بقيادة المرحوم أحمد الفرحان (أبو شهاب العراقي)، أبو العبد السردي، أبو الفهود، هدى حمودة، حميدي العبد الله (أبوعلي اربد)، غازي الخليلي، أبو عيسى فارس، نمر نصار، سالم دردونة، ناصر قنديل، لكنها لم تعمر طويلاً، وتلاشت عام 1974حيث التحق أعضاؤها بباقي الفصائل، ومن المفارقات بأن المنشقين وسموا أنفسهم بالجذريين واتهموا قيادة الجبهة الشعبية بالتذيل نحو خط المهادنة، فيما أصبحت غالبية القيادات التي انشقت في واد آخر فكرياً وسياسياً بعد زمن قليل من الانشقاق.
منظمة أيلول الأسود
اسم كودي لمنظمة سرية أوجدها جهاز الأمن الموحد في حركة فتح بإشراف الشهيد صلاح خلف، وأبو داوود، والشهيد فخري العمري، والشهيد عاطف بسيسو وهدفت تنفيذ عمليات موضعية ذات طبيعة خاصة، حيث لم تكن حركة فتح من أنصار العمليات الخارجية، ولم تعشق ممارسة هذا الأسلوب لأسباب سياسية، لكنها لجأت إليه في أحيان معدودة.
وفي ظروف محددة، من نمط عملية اغتيال رئيس الوزراء الأردني وصفي التل عام 1972، وعملية ميونيخ (عملية أقرت وكفر برعم) عام 1972 والتي قتل فيها 11 رياضياً إسرائيلياً، وعملية اقتحام السفارة السعودية في الخرطوم واحتجاز السفير الأمريكي داخلها عام 1973، وفي العملية الفاشلة لاحتجاز الوزراء في عمان أثناء اجتماعهم مع الملك حسين في مارس 1973.
واقتحام السفارة الإسرائيلية في بانكوك / تايلاند، إضافة إلى تدمير المنشآت النفطية في ترياستا شمال ايطاليا، وظهر في مخيم عين الحلوة مجموعة ثانية تحمل الاسم نفسه نهاية العام 1993 بعد توقيع اتفاق أوسلو الأول، بقيادة العقيد منير المقدح، إلا أنه اختفى اسم المجموعة المشار إليها بعد عودة العقيد منير المقدح إلى التنظيم الأم.
