قال ابن رشيق القيرواني (ت 463 هـ): «..وطائفة نطقوا في الشعر بألفاظ صارت لهم شهرة يلبسونها، وألقاباً يدعون بها فلا ينكرونها».
وعُدّ من عيون الشعر، لاحتوائه على فصيح اللفظ، وصحيح المعنى، ونضح بالحُسن، وفاض بالجمال، واشتمل على أوصاف التمام ونعوت الكمال.
وقد عقد ابن دريد بابا في (الوشاح) لمثل هؤلاء.
ذكروا أن عبد الله بن مصعب بن ثابت (عائد الكلب)، أبو مصعب الزبيري: وأصله من المدينة، كان نديماً، ووالياً للخليفة المهدي، والهادي، والرشيد، (ت 184 هـ).
قال يوماً:
مَا لِي مَرِضْتُ فَلَمْ يَعُدْنِي عَائِدٌ
مِنْكُمْ وَيْمَرضُ كَلْبُكُمْ فَأَعُودُ؟!
وَأَشد من مرضِي عَليّ صدودكم
وصدود عبدكم عَليّ شَدِيد
فلقِّب لشعره هذا بـ«عائد الكلب». ولقب بنوه «بنو عائد الكلب».
قال السمين الحلبي: «وهو من الألقاب المشهورة».
كذلك شاس بن نهار لقب بالممزّق، لقوله لعمرو بن هند:
فإن كُنْتُ مأكُولاً فكُنْ أنت آكِلِي
وإلاَّ فأدْرِكْنِي وَلَمَّا أُمَزَّقِ»
أي إن كنت مظلوماً فتولّ أنت ظلمي، فظلمك أحبّ إليّ من ظلم غيرك.
فَلَمَّا سَمِعَ النُّعْمَانُ قَوْلَهُ قَالَ: لَا آكلُكَ، وَلَا أوْكِلُكَ.
وجرير بن عبد المسيح، غلب عليه المتلمس لقوله:
فهذا أوان العرض حيّ ذبابه
زنابيره والأزرق المتلمّس
وعمر بن رياح السلمي، والد الخنساء، غلب عليه الشريد لقوله:
تولّى إخوتي وبقيت فرداً
وحيداً في ديارهم شريدا
وربيعة، من ولد عمرو بن عدس بن زيد بن عبد الله بن درام، لُقب بمسكين الدرامي لقوله:
أنا مسكين لمن أبصرني
ولمن حاورني جد نطق
فلما سمي مسكيناً قال:
وسميت مسكيناً وكانت لجاجة
وإني لمسكين إلى الله راغب
وربيعة بن سعد، سميّ بالمرقّش لقوله:
الدارُ قفرٌ والرسومُ كما
رَقَّشَ في ظهرِ الأديم ِقلمْ