التطور مستمر في دولة بات فيها بناء الإنسان هو الهدف الأسمى منذ عهد المؤسس، والذي تغيرت فيه أساليب التعليم، ورفع سقف حدود المعرفة من بين دفتي الكتاب، إلى الربط بالواقع والعالمية، وترسيخ المعرفة والمهارات في الواقع الحياتي، ليتخرج الطالب لديه القدرة على مواجهة التحديات، وقادراً على البحث عن المعرفة من مصادر عدة، إنساناً قادراً على البحث العلمي والبرمجة والابتكار والاستدامة، لبناء مهارات عليا، قادراً فيها بحسب قدراته وإمكاناته، فاهماً المسار الصحيح لميوله العلمية والمهنية، وتطلعاته المستقبلية، لا يكتفي بناتج واحد في بناء الموضوع الدرسي، ولكن يفتح له مجالاً واسعاً وآفاقاً رحبة في إضافة نواتج أخرى لموضوع الدرس، الذي يجعل من نفسه قادراً على التفكير خارج الصندوق.

فالجودة في التعليم لا تكتفي بما يخطه الكتاب المدرسي، ولكن يضعه على طريق المعرفة، كأول خطوة تفتح له أضواء للوصول إلى خارج النفق، وفي ضوء هذا السياق، لا بدّ للطالب من الاطلاع على الأحداث الجارية، والواقع الحياتي، ومبادرات الدولة لتصقل لديه المفاهيم الأساسية في بناء إنسان قادر على بناء ذاته، وبناء دولته، التي ترتكز في تقدمها في كل المجالات على المعايير العالمية، والتوجهات المستقبلية التي تخدم التعليم والبحث العلمي، وأدوات التعليم في تطوير مستمر لجودة تعليمية عالمية، تقيس عمق الفهم وتوظيف المعرفة. وللوصول إلى هذا، لا بدّ من أن يكون الأساس التعليمي للطالب قوياً، وخاصة في اللغات التي تعتبر الأرضية الأساسية لبناء طالب قادر على مواجهة مستقبله بالثقة وإبداء الرأي، ويبني عليها خطته التعليمية، وطموحاته العلمية، ليترك بصمة تثري المعرفة العلمية.

وهذا يحتاج إلى تعاون متكامل، وفق منظومة تعليمية مشتركة بين المعلم والطالب وإدارة المدرسة وولي الأمر، الذي يعتبر المؤسس الأول والموجه الرئيس للوصول لمخرجات تعليمية توازي رؤية التعليم في دولتنا، والتي تصرح في عامها الجديد بعام الأسرة، لتلفت انتباه المجتمع بأهمية الأسرة، نواة المجتمع، التي تغرس في أبنائها أهمية العلم، وترسخ فيهم القيم والمبادئ والتوجيه المستمر، لتضعهم على طريق العلم، مسلحين بالهمة والتحدي والطموح اللامحدود.