تتجلّى في كل مبادرة تطلقها دبي ملامح مدينةٍ تنظر إلى الإنسان بوصفه القيمة العليا في مسيرة التنمية، لا سيما حين يتعلّق الأمر بفئةٍ ثمينة من المجتمع: أصحاب الهمم.

فقد أكّد سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس اللجنة العليا لحماية حقوق أصحاب الهمم في دبي، خلال إكسبو أصحاب الهمم 2025، أنّ دبي ليست فقط مدينة حديثة، بل مدينة للجميع، تسعى لأن تكون نموذجاً يحتذى في الدمج والتمكين، عبر منظومةٍ متكاملة من التشريعات والبنية التحتية والمبادرات، التي تُترجم رؤية القيادة الرشيدة إلى واقعٍ ملموس.

منذ سنوات، وضعت دبي قضية أصحاب الهمم في قلب سياساتها الاجتماعية والتنموية، مدركة أنّ النهضة لا تكتمل من دون مشاركة جميع فئات المجتمع. ولهذا، لم تكتفِ المدينة بتوفير الخدمات، بل تجاوزت ذلك نحو بناء بيئة دامجة تحتضن قدرات أصحاب الهمم، وتمنحهم الفرص المتكافئة في التعليم والعمل والإبداع، والمشاركة العامة.

واليوم، يضمّ مجتمع دبي أكثر من 47 ألف شخص من أصحاب الهمم، يجدون في مؤسساتها ومرافقها المختلفة دعماً متواصلاً، بفضل أكثر من 270 جهة حكومية وخاصة، تتعاون لإنجاح هذا المشروع الإنساني الواسع.

وتتجلّى هذه الرؤية في تفاصيل الحياة اليومية من ممرات مهيّأة إلى خدمات ذكية تسهّل التواصل والتنقّل، وصولاً إلى المبادرات التي أطلقتها شرطة دبي، واستعرضتهاومنها تطبيقات ذكية، ومراكز تدريبية، وأجهزة تفاعلية تعزز الوعي المجتمعي، فضلاً عن برامج خاصة لتوظيف أصحاب الهمم ضمن كوادرها.

هذا التوجه لا ينفصل عن الرؤية المستقبلية لدبي 2030، التي تضع جودة الحياة في صدارة أولوياتها. فالمسألة لم تعد مسألة «خدمة»، بل «شراكة»، حيث يُنظر إلى أصحاب الهمم بوصفهم شركاء في البناء والإبداع، لهم دور فاعل في صياغة مستقبل المدينة.