صحوة ترامب غير مرتبطة بجائزة نوبل للسلام، يعني وبعبارة أوضح «ليست مؤقتة»!

هذا ما أعتقده، وأتمنى أن يكون صحيحاً، فالخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي مقبولة من الجميع، بخلاف طرفين أو ثلاثة من أولئك الذين «يجعجعون» خارج الميدان، الأطراف المعنية وافقت عليها، ودول المنطقة شاركت في صياغتها، وتفاءل بها الآخرون الذين يطالبون بوقف مجزرة غزة، وعندما تكون خطوطها العريضة واضحة لا خوف من «الشوائب» الهامشية، فهي تُزال عند التشاور والتفاوض، وترامب يعرف ذلك جيداً، ولهذا نسمعه يردد بأنه سينهي خلافاً قائماً منذ «ثلاثة آلاف سنة»، ومع عدم قناعتنا بذلك، نقر بأنه نتاج لقضية مزمنة، استمرت أكثر من قرن، خلفتها حقبة استعمارية غربية للبلاد العربية، ووضع أسسها وزير خارجية بريطانيا المدعو «بلفور» بوعده المشؤوم في بدايات القرن السابق، والذي تبرأ منه رئيس الوزراء الحالي «ستارمر» قبل أسبوعين، وحاول أن يصحح خطيئة بلاده باعترافه بدولة فلسطين.

وإضافة إلى ذلك دعونا نقارن ما بين جائزة نوبل للسلام، وجائزة التاريخ الأبدية لصانع السلام في منطقة تشهد نزاعاً حول الحق والادعاء بالحق، فما الذي سنخرج به؟

جائزة نوبل، تمنح كل عام لشخص أنجز شيئاً ملموساً في مجال الحقوق الإنسانية، والسعي لإنهاء أزمات أو حروب، يحصل عليها من يستحقها ومن لا يستحقها، وتخضع لاعتبارات سياسية موجهة وضاغطة، وأيضاً لاعتبارات شخصية للجان الاختيار، وفوق ذلك هي جائزة سنوية، من لم يفز بها هذا العام قد يفوز بها في العام القادم، وهي في البداية والنهاية ليست أكثر من جائزة تشجيعية!

أما جائزة إحلال السلام في منطقة شهدت أكثر من عشر حروب، وارتكبت من المجازر ما لا يعد ولا يحصى في الأرض التي سرقت من أصحابها، فهي إنجاز لا يقارن بأي عمل آخر، ستفتح لها صفحات بيضاء لتستقر في ذاكرة البشرية جمعاء، ويذكر من أنجزها حتى تقوم الساعة.

ذلك هو الفرق ما بين «الصحوة» المؤقتة المرتبطة بجائزة نوبل، و«الصحوة» الدائمة التي تهدف إلى سلام دائم، وهنا يراودنا سؤال حول أي الطريقين سيختار ترامب؟