يمكننا أن نطلق اسماً على هذه المرحلة من عهد دونالد ترامب الجديد في الرئاسة، فهو مختلف عن الذي عرفناه منذ 20 يناير حتى الأيام الأخيرة من سبتمبر، وبالتحديد منذ أن أعلن عن رغبته في إطلاق خطة سلام جديدة لإنهاء حرب غزة، وللأسف، الغالبية العظمى لم يصدقوا الرئيس أو وسائل الإعلام التي عملت على التمهيد للخطة، الكل ظنوا أنها إحدى «الفرقعات» في الهواء، وستتبخر مثلها مثل غيرها، ولكن كان لترامب رأي آخر.

كان جاداً، وكان هادئاً، وكان دقيقاً في كلامه وأفعاله، وبدأ الجميع يستوعبون «ترامب الجديد»، ترامب الذي يسعى إلى السلام، ويفرض رأيه على من اعتاد التمرد، ويخفف لهجة التهديد بالجحيم وغيرها من الألفاظ العدائية، ويلتقي بقادة عرب ومسلمين ليناقش معهم خطته، ويستمع إلى آرائهم، ويتقبل وجهات نظرهم، ويكوّن صورة واضحة من الطرف الأول، ثم يجتمع مع الطرف الثاني، وهو الحليف الأكثر قرباً، ولكنه الأكثر انفلاتاً، وتشدداً مع من ينصحونه، وأيضاً من يطالبونه بالتوقف عن حرب الإبادة التي يديرها في غزة، ومع ذلك لم يدعه ترامب يخرج من عنده قبل أن يعلن التزامه بكل ما جاء في الخطة المقترحة، وما كان ذلك من طباع الرئيس في الأشهر الثمانية الفائتة، وحتى فريق عمله، وكل الذين يمثلون الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه، وأولهم «روبيو»، وزير الخارجية الذي يعلن في كل مناسبة أنهم يساندون إسرائيل ويدعمون نتانياهو دون أن يشيروا بكلمة تعاطف تجاه أطفال غزة!

إنها «صحوة»، أنسب اسم للمرحلة الجديدة من عهد ترامب الجديد في الرئاسة، نتمنى أن تدوم، حتى لو أفشل «الخبثاء» الخطة المطروحة أو حاولوا عرقلتها، فليس هناك من هو أخبث من نتانياهو، وبن غفير، وسموتريتش، إلا موسى أبو مرزوق، ومشعل، والزهار، وبقية أعضاء «المحفل الإخواني» المسمى بقيادة حماس، وهؤلاء هما طرفي النزاع، والضحايا هم الأبرياء، وقد تكون صحوة ترامب ناتجة عن ذلك، وليس بسبب آخر يردده أتباع أولئك الخبثاء، عندما يشيرون إلى جائزة نوبل للسلام.

وللحديث بقية.