هل يتمخض الجبل ويلد شيئاً يتفاخر به هو وأحفاد أحفاده؟

والجبل هنا هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، الذي نعترف، رغم كل ما نقوله عنه، بأنه الرجل الذي لا يضاهيه رجل على وجه الأرض، ولا يمكن أن يقارن بأحد، هو الملك غير المتوج، عفواً، هو الإمبراطور الذي لا يحتاج إلى تاج مرصع باللؤلؤ والمرجان، هو لديه الأغلى والأهم والأقوى تأثيراً، ما يهد الحجارة المتراكمة التي تسمى جبالاً، من قمة «إفرست» وحتى «تورا بورا» و«نطنز»، وهو الذي يخترق الأرض، ويصطاد طرائده، وهو الذي يدير هذا الفضاء الشاسع، ومنه يرى الناس، كل الناس، من انشغلوا بشؤون حياتهم اليومية من أجل رزقهم، ومن تجمعوا في زاوية قصية يتدارسون خططهم، ومن تجمع خطاياهم داخل الغرف المغلقة وتكتب سجلاتهم!

البارحة كانت الليلة المنتظرة، التجهيزات لها في واشنطن، والعيون المتسائلة، والألسن الداعية، والقلوب المرتجفة، في كل بيت ومكتب تعنيه هذه المنطقة، ويعنيه السلام القائم على العدل، وتشغله أصوات صفارات الإنذار، وأزيز الطائرات، ودوي المدافع، وعدد الذين يموتون كل يوم، برصاصة أو صاروخ، أو تحت جنازير الدبابات، أو جوعاً وعطشاً وحرمان من الدواء!

البارحة طرح ذلك المسمى «سموتريتش» رئيس حزب «الصهيونية الدينية» الإسرائيلي وحليف نتانياهو ووزير ماليته شروطه الستة، وقال إنها خطوط حمراء، إذا أخذ بها تم العقد، وإذا رفضت انتهى الحفل، ولهذا كان الكل صامتون، ولهذا كان الناس يتساءلون عن نوع القادم الذي طال انتظاره، هل هو مكتمل أم مبتور، قابل للحياة أم مكتوب عليه الموت قبل أن يفرح بمقدمه الذين يعنيهم؟

وهنا، عند هذه النقطة سنقف مثل «الخُشُب المسندة»، مشاعرنا مكتومة، وتعابير وجوهنا ممسوحة، دون تفاؤل بالنتائج التي تمنيناها، ودون تشاؤم بعد التجارب التي مررنا بها، سننتظر لنسمع البدايات، ومن بعدها العودة إلى المراوغات، فالفأر إن لم يجد جحراً حفر في الصخر ليهرب، والجبل، الرئيس ترامب، يعرف أن نتانياهو يفعل أكثر من ذلك!