هي حرب إبادة جماعية.

من يملكون الشجاعة هم من يستطيعون تسمية الأشياء بأسمائها، أما المراوغة واستخدام عبارات «مطاطة» تدور حول الحقيقة وتخشى الإفصاح عنها، فذلك جبن، وكم رأينا من الجبناء خلال عامي الإجرام الدولي المغطى بالنفاق والخداع.

المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي قالها دون تردد، فهذا الذي يحدث في غزة جريمة كاملة الأركان، ولكن - للأسف - ليست هناك عدالة، وليس هناك ادعاء عام، ولا تحال الملفات إلى المحاكم.

فالمحاكم خاوية، والعدالة تُقتل مع كل طفل، والقضاة نزعوا أردية كانوا يلبسونها ويتفاخرون بها، كل القضاة، من سادة الديمقراطية إلى حملة ألوية التفرقة والعنصرية، إلى من أقسموا على حفظ السلام والأمن في العالم، كلهم اختفوا خلف التبريرات والتفسيرات وكأنهم لا يرون ولا يسمعون، فكيف نطلب منهم أن يرفعوا أصواتهم؟!

مجلس التعاون لم يقف متفرجاً، ولم يكن صامتاً في مراحل هذه الحرب المتطرفة والمدارة من بقايا العصابات الاستيطانية، ولم يخشَ قول الحق، كان - ولا يزال - يقف في وجه الباطل، وما يفعله نتانياهو في غزة والخليل والضفة الغربية وسوريا ولبنان هو الباطل بعينه.

فالذي يحدث ليس صراعاً مع تنظيم أو حزب، وليس سلاحاً متطرفاً يواجه فئات متطرفة، وموقف المجلس من تلك الفئات محسوم منذ زمن طويل، فقد صنفتهم في قوائم الإرهاب، ولم تصنفهم الولايات المتحدة وأوروبا، أولئك الذين يتحدثون عن «حماس» ولا يذكرون الإخوان الذين يديرون شبكاتهم التخريبية من أراضيهم، من عواصمهم ومدنهم وأريافهم المتحضرة.

ويستعينون بهم متى أرادوا، وهم - أي الأمريكان - وأوروبا الغربية، من لا زالوا ينكرون الإبادة في غزة، وينفون الجوع الذي فرض على أهل غزة، وكان آخر وصف لما يحدث هناك «أن الظروف تسببت في موت آلاف المدنيين وشعور الأطفال بالجوع نتيجة نقص الأغذية».

ألم أقل لكم إنهم جبناء، لا يقوون على النطق بالتعريفات المعبرة عن الواقع الذي يشهده العالم كله، إلا هم، لأنهم شركاء في الجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية.