أطلقوا الإشاعات، وتركوها تكبر، وهم صامتون، وكأن الأمر لا يعنيهم، ولم تخرج متحدثة البيت الأبيض لتنفي، أو حتى تطمئن الناس بعد أن امتلأت «الترندات» بالذين يسألون عن الرئيس ترامب!

أربعة أيام يختفي فيها الرئيس ليست أمراً عادياً، فالرئيس ترامب أصبح للمتابعين مثل الوصفات الطبية، يخرج متحدثاً وهو في مكتبه صباحاً، ويقف عند جناحه الخاص بالطائرة عصراً ليتحدث إلى الصحفيين المرافقين له، ويدلي بحديث لقناة تلفزيونية ليلاً، ثلاث جرعات يومية منذ 20 يناير الماضي، أي قبل أكثر من 200 يوم.

وعندما ينقطع هكذا، فجأة ودون مقدمات أو تبريرات، لا بد أن يتساءل الجميع، وعندما لم يجدوا إجابات ذهبوا إلى «الفأل السيئ» وكعادة «السوشال ميديا» وحساباته التي لا تراعي ولا تخجل!

وكما اختفى ظهر، وهو في صحة جيدة، وسبقته بعض الوسائل الإعلامية ذات السمعة والصيت في نشر ما تعتبره سبقاً صحفياً، ولكنه ليس أكثر من «تسريب» متعمد لإحداث «فرقعة» مدوية في الأجواء الدولية المضطربة، وهذه حركة «هوليوودية» متقنة، خطط لها جيداً، وتم إخراجها باستخدام الذكاء الاصطناعي، والهدف منها جعل البطل من البداية إلى النهاية صانعاً للمفاجآت، ومنتصراً في كل الظروف!

تقول الصحف والمواقع السائرة خلف الركب إن الرئيس جهز خطة جديدة لغزة، وستعلن قريباً جداً، مبنية على ما سبق وقاله من قبل، وما حاول البعض أن يعتبره «مزاحاً ثقيلاً»، ذلك المشروع المكمل لخطة نتانياهو، والذي يرضي تطلعات «زملاء المهنة» وعلى رأسهم الصهر كوشنر، ومعه أصحاب العقارات و«الكازينوهات» والمنتجعات، وما أسماه «ريفيرا الشرق أوسطية»، والتي قلنا إنها ليست «نكتة»، بل هي مضخة مليارية لعبدة المال!

الرئيس ترامب كان في «خلوة»، بحث مع الموثوق فيهم مستقبل غزة، وناقش وأضاف وحذف، وأخيراً استقر على الحل الأمثل بالنسبة إليه، وهو إخلاء غزة من سكانها، بالترحيل الطوعي كما تدعى الخطة المعلنة أو بالمخيمات المحاصرة عسكرياً وسط الصحراء لمن يريدون البقاء، وتسرق الأراضي والشواطئ والحقوق، وتكون كلها تحت الوصاية الأمريكية لعشر سنوات.

وترك المخرج القدير النهاية مفتوحة أمام «سيناريوهات» الجزء التالي!