قبل شهرين تقريباً وافقت إسرائيل على مقترح المبعوث الأمريكي «ويتكوف» لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين والأسرى، ولكن «الحية» رفض بعد أن وضع شروطاً جديدة، واستمرت حرب الإبادة والتدمير حسب أجندة بنيامين نتنياهو.

مئات من سكان القطاع ماتوا جوعاً، وماتوا قنصاً وهم ينتظرون عند «مصايد» المساعدات الأمريكية، وأضيف إلى سجلات حماس عدة آلاف من الأرواح البريئة التي تزهق ضمن لعبة دموية يشهد عليها العالم، وحتى يبعد ممثل حماس في المفاوضات المسؤولية عن كاهله، وجه لوماً إلى مصر والدول العربية الأخرى، واتهمها بعدم فتح المعابر للمساعدات، وتحركت شبكات الإخوان، وأدارت حملات كاذبة لتغطي سواد وجهها، واستغل نتنياهو الفرصة، وأعلن خطة جديدة لإنهاء حملته في غزة، وبالأمس وقّع وزير دفاعه الأمر باستدعاء 60 ألفاً من الاحتياط للمشاركة في عملية الاحتلال الكامل للقطاع، والترحيل الكامل لسكانه إلى معسكرات في الصحراء الجنوبية.

ذلك «الحية» ذهب إلى القاهرة من جديد، وفاوض الوسطاء، وقبل بالاتفاق الذي رفضه سابقاً، وافق عليه كما هو، ودون تعديل، وهو يعلم علم اليقين، ومعه «شلة المنتجعات»، من مازالوا يعتقدون بأنهم قادة، ويتمسكون بأوراقهم البالية، هو يعلم أن في قمة السلطة الإسرائيلية شخصاً لا ينتظر أحداً، وأن ما وافق عليه أصبح غير صالح للاستخدام، وأن وقف إطلاق النار اليوم له شروط مختلفة:

منذ البداية، بداية هذه الحرب وما تبعها من مجازر ووحشية لا إنسانية ضد الأبرياء من المدنيين، وفي مراحلها طوال 22 شهراً، لم تكن للبشر قيمة عند الطرفين، نتنياهو لا يريد المحتجزين، وحماس تريد أن تزيد أعداد القتلى في قوائمها، فإطالة الحرب تخدم مصالح نتنياهو الشخصية والحزبية، وهو مستمتع بها، وفي الوقت نفسه تحقق حماس منافع لتنظيمها ولقادتها، فإضافة مخيمات جديدة للاجئين تمنحها فرصة لجمع الأموال وتسلم المساعدات، وأيضاً إغداق الدعم السري من الجهات التي نعرفها!