بعد مرور أكثر من 70 يوماً على عودته إلى البيت الأبيض، وبعد أن انتهى من سلخ وتقطيع إدارة جو بايدن، ننتظر خطوة واحدة إلى الإمام من الرئيس دونالد ترامب.

الوعود كانت كبيرة، والتوقعات كانت أكبر، ولكن النتيجة حتى الآن لا تبشر بتغيير قد يحدث فارقاً، بل على العكس، هناك تراجع إلى الوراء، وحالة من «عدم اليقين» كما قال الأوروبيون، بدأت تسيطر على العالم، فهذا هو الكبير، في كل شيء، حجماً وقوةً واقتصاداً، وعندما تتوه بوصلة الكبير يتوه العالم وتختلط كل الأوراق، وتتداخل الصور، وتصبح الرؤية ضبابية، فالصديق مرتبك، والحليف خائف، فالأسوأ يلوح في الأفق، وما كان محتملاً تحقيقه أصبح بعيد المنال!

قلنا قبل الانتخابات والتنصيب «أن ترامب قد يعود شخصاً آخر، غير ذلك الذي عهدناه في ولايته الأولى، أكثر حكمة، وأكثر واقعية، ويصنع ما عجز عنه غيره، وتكون فترة رئاسته الثانية تأسيس نظام عالمي جديد، قائم على العدالة والتسامح، تطوى خلاله «ملفات» الحروب والعداوات العرقية والطائفية والدينية والاقتصادية»، فهو من وعد بذلك في عدة خطابات انتخابية خلال الأشهر التي نشطت فيها حملته.

وقلنا أيضاً «وقد يعود ترامب مثقلاً بأحمال «المؤامرة» التي يصر على وجودها بعد خسارته في انتخابات 2020، ويكون شغله الشاغل في ولايته الجديدة الانتقام»، ويبدو واضحاً أن ترامب اختار المسار الثاني طوال 70 يوماً، وقد تزيد «الموجة الانتقامية» في ظل النظرة المتعالية للرجل والقائد الوحيد الذي عكس ثوابت الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ومن تابعه جيداً في يومه الأول وهو يوقع القرارات التنفيذية، وسمع خطاباته ومحتواها، سيخرج بذلك الانطباع!

هناك نتيجة واحدة تحققت منذ 20 يناير وحتى الآن، وهي أن العالم أصبح يعيش في «فوضى عارمة» بعد أن فتح الرئيس الأمريكي قنوات جديدة للخوف والشك على الساحة الدولية.

وللحديث بقية.