هذا وقت الإصغاء لصوت العقل، أقولها لكل من يملك القرار في الولايات المتحدة وإيران، وأستثني «عنتر زمانه» بنيامين نتنياهو، فهو من أولئك الذين تجمع في آذانهم «وقر»، فأصبحوا لا يسمعون غير أنفسهم، وكأن الأرض قد خلت، والقوة قد أصبحت حكراً عليهم.

نعم، هو وقت الإصغاء لصوت العقل، للذين ما زالوا يستخدمون عقولهم، ويزنون الأمور بموازين أفعالهم، ولا يخوضون في وحل الدمار والقتل، لتحقيق رغبات هي بعيدة عن متناول أيديهم، فنحن اليوم نقف على «شفا حفرة من النار»، وهذه فرصة سخرها الله لإعادة التفكير في كل ما حدث، وما يمكن أن يحدث، وعندما يجلس صاحب «اليد الطولى»، ويحاسب نفسه أولاً، وقبل أن يحاسب غيره، ويعدد إيجابيات خطواته بين حقول من السلبيات، ويتوقف ليعيد ترتيب أفكاره، وينظم مساره، فالنار قد تعلق بمن يشعلها، ولا نحتاج لأمثلة وشهادات قديمة، بل واقع أحداث اليوم، هي التي تقول لنا ذلك، وتنبهنا إلى أن إنكار الوقائع لا يخفي الحقائق، وأن الاندفاع نحو الموت وتمزيق الدول، وتشتيت أهلها، يجلب دماراً لكل مغرور مكابر.

إيران بحاجة إلى إعادة التفكير، بعد عقود من الاندفاع خلف أوهام عفا عليها الزمان، وبحاجة إلى استخدام خطاب أكثر واقعية من الخطابات المهيمنة على مراكزها الرسمية، وهذه آخر الفرص المتاحة إليهم، وبإمكانها أن تحافظ على مقومات الدولة، قبل أن تفلت من يديها الخيارات التي لا تزال مطروحة أمامها، فالشعارات ولى زمانها، أصبحت «بضاعة كاسدة»، والطرف الآخر، وهو الولايات المتحدة الأمريكية، يبدو أن رئيسه «كبح جماحه»، وبدأ يفكر في النتائج قبل أن يفكر في التدمير، وبدأ يسرب أخبار مهلة، واستعداد تام لإعادة التفاوض، بعيداً عن الشروط غير العقلانية التي طرحها قبل أيام، حول الاستسلام دون شروط.

استرجاع العقل نعمة، يهبها الله لمن يشاء، وقد تجاوزنا نتنياهو، لأننا نعلم جيداً بأنه يتبع «أفكاراً شيطانية»، تزيح العقلانية المطلوبة، والتي نعلم علم اليقين، بأن مفتاحها عند ترامب، الذي ندعو الله أن يثبته!