ربما كان الإنصاف الاعتراف بأن من وصل إلى المباراة النهائية لكأس العرب يستحق، فالفريقان المغربي والأردني أبليا بلاء حسناً، وحقيقة الأمر أنك ستكون حائراً إذا طلب منك أن ترشح أحدهما للكأس.. فكلاهما يستحق. أما عن منتخب الإمارات فليس أمامه إلا أن يكمل مشواره.

ويتطلع إلى المركز الثالث والميدالية البرونزية، وهو هدف جديد يستحق أن نجتهد من أجله.. نعم كان حلم الوصول للمباراة النهائية وإحراز اللقب يراود الجماهير، لا سيما بعد الفوز على المنتخب الجزائري القوي، ولعل هذا هو السبب الرئيسي الذي جعل الجماهير وكل المحيطين بالمنتخب يطمعون فيما هو أبعد، وكان معهم الحق،.

فالمباراة وما حدث فيها كانت دراما استثنائية تبعث على الخيال بتحقيق اللقب، لكن علينا الاعتراف أن الوضع لم يكن كذلك أمام المغرب، نعم اجتهدنا كثيراً في الشوط الثاني تحديداً، وكنا الفريق الأكثر تهديداً، لكن الأسلوب الذي لعب به الفريق المنافس كان أكثر فاعلية وذكاء.

وعلى ما يبدو أن البناء الدفاعي الصلب وانتهاز الفرص في التحولات حتى لو كانت قليلة، كان الأسلوب الأمثل لهذه المباريات الحاسمة والفاصلة، فما فعله المغرب أمام الإمارات هو ما فعله الأردن أمام السعودية.

والفارق ليس إلا في عدد الأهداف الذي اقتصر على هدف واحد أردني كان كافياً، في مقابل ثلاثة أهداف نظيفة للمغرب، بعد أن انكشف الخط الخلفي لـ«الأبيض» الإماراتي بصورة أكبر لأسباب كثيرة، من بينها وليس كلها، تأثر الجانب البدني بالجهد الكبير الذي بذله الفريق أمام الجزائر.

عموماً أقول للذين يسارعون في فتح الملفات تريثوا، على الأقلّ حتى تنتهي المهمة بالكامل، وفي كل الأحوال فكأس العرب كانت مهمة لكي يعرف المنتخب الإماراتي موقع أقدامه بين أقرانه العرب من أفريقيا وآسيا، وأعتقد أن ما حدث يعتبر إيجابياً نستطيع أن نبني عليه من أجل مستقبل أفضل. فهناك أشياء كثيرة إيجابية، وهناك أشياء أكثر تستحق المراجعة وإعادة التقييم.