لم يكن فوز منتخبنا الوطني الإماراتي «الأبيض» على شقيقه «الأزرق» الكويتي بالثلاثة انتصاراً عادياً، بل كان غير عادي، لأننا انتظرناه كثيراً وصبرنا كثيراً حتى حدث.
ولعلي أتفق من ناحية المبدأ مع من يقولون لا تبالغوا، فلا الفوز في المباراة الثالثة والأخيرة بدوري المجموعات في البطولة العربية إنجاز، ولا حتى التأهل لدور الثمانية هو الآخر إنجاز، نعم من يقول ذلك عنده الحق، لأننا نأمل فيما هو أكثر من ذلك، لكني أقول لأصحاب هذا الرأي إن هذا صحيح لو كانت الأمور تسير في مجراها الطبيعي، لكنها للأسف لم تكن كذلك في الآونة الأخيرة التي فقدنا فيها فرصة اللحاق بكأس العالم مرتين، وكانت المرة الأولى في الدوحة متاحة وممكنة جداً، فلما راحت، أخذت معها الحلم الجميل، وكان علينا الانتظار أربع سنوات أخرى لكي نحاول من جديد، ولما جاءت البطولة العربية لم تكن تعوضنا حتى لو أصبحنا أبطالاً لها.
من أجل كل ذلك ينظر البعض لما حدث من انتصار أخيراً وانتقال إلى نهائيات البطولة أنه عادي وأنه لا يفرحنا كثيراً.. عموماً دعونا نصفه بأنه غير عادي؛ لأننا اشتقنا إلى الفرح حتى لو كان قليلاً بعد أن اكتوينا كثيراً بكلمات «هارد لك» و«معلش» خيرها في غيرها!! الصورة الآن يا «سادة» أفضل مما سبق، وأنا أتحدث عن أول مباراتين بالبطولة العربية.
أمام المنتخب الكويتي مؤخراً كانت هناك استفادة من أخطاء الماضي؛ لذا جاء الفوز وبالثلاثة، وكان الأمل لا يزال يراودنا في أن نواصل بهذه الصورة، حتى لو كانت مباراة دور الثمانية مع المنتخب الجزائري صاحب اللقب، والذي يبدو أنه جاء إلى الدوحة لكي يدافع عنه.
نحن دائماً نقدر أن كرة القدم مثلها مثل كل الرياضات الأخرى فيها الفوز وفيها الخسارة، ونحن لا نريد سوى الأداء المقنع والثبات في كل شيء، سواء من المدرب أو اللاعبين، على الأقل لكي نشعر أن هذه التركيبة التي عليها منتخبنا تستطيع أن تحقق شيئاً ملموساً وإيجابياً، رغم أن هناك اتفاقاً ولو كان غير معلن أننا في حاجة ماسة للتنقيح والتصحيح.
المطلوب الآن من الجماهير المحبة للأبيض الإماراتي أن تذهب إلى الدوحة للمساندة من الخارج، أما المطلوب من داخل الملعب فهو مواصلة المشوار بشجاعة وثبات وبثقة أكبر في النفس، لعل القادم يكون أفضل بإذن الله.