كنا في النسخ العشر الماضية نطلق على كأس العرب بطولة مونديالية من باب التفخيم والمبالغة لأنها بطولتنا ولأنها البوابة الوحيدة التي تجمع العرب، أما اليوم ومع انطلاقة هذه النسخة الحادية عشرة لم يصبح في الأمر مبالغة، لأنها بحق أصبحت بطولة مونديالية ليس لأن «الفيفا» اعتمدها في أجندته وحسب، وليس لأن المشاركة فيها ترفع من التصنيف الدولي للمنتخبات، بل لأنها أيضاً تقام في أجواء مونديالية حقيقية، والبركة في قطر التي أصبحت تعطي هذه المسحة المونديالية لأي بطولة تقام على أرضها:

الجو العام مونديالي، الملاعب مونديالية، الجماهير مونديالية، الافتتاح الرائع الفخم، حضور رسمي في ظل وجود رئيس «الفيفا»، ناهيك عن مبيعات التذاكر التي فاقت 700 ألف، ورفع قيمة الجوائز المالية لما يزيد عن 36 مليون دولار.

وتشاء المصادفات أن تكون انطلاقة المنافسات جذابة ومثيرة ومفاجئة هي الأخرى ليكتمل المشهد بفوز سوريا على تونس المرشحة، وفوز فلسطين على قطر صاحبة الاستضافة وهو أمر لم يكن في الحسبان.

ولا شك في أن مشاركة 7 منتخبات عربية تأهلت لمونديال 2026 قد رفعت من القيمة وساهمت بالفعل في المشهد المونديالي للبطولة حتى لو كان بعضها يشارك بالصف الثاني، نتوقع أن يستمر هذا المشهد الجميل وأن يزداد الأمر إثارة ومنافسة ومتعة مع الأيام، لتكتب البطولة العربية تاريخاً جديداً وتزداد قوة ورسوخاً ومكانة.

من ناحية ثانية، يبدأ المنتخب الإماراتي مشواره أمام المنتخب الأردني المونديالي الذي يحقق هذا الإنجاز الفريد لأول مرة في تاريخه، وهي موقعة مرتقبة وصعبة، لا ندري على أي صورة سيكون عليها مشهد المنتخبين:

من صعد للمونديال بجدارة، ومن فقد الفرصة بعد أن كانت بين يديه!

المدرب الروماني كوزمين، يواصل العمل بعد أن تردد أنه سيواصل عقده حتى 2027، نتمنى أن تكون له بصمة جديدة كانت مفتقدة في مشوار المونديال، رغم خبرته وعلمه بأحوال الكرة الإماراتية لسنوات طويلة.