لم يكن منتخبنا الوطني الإماراتي في حالة طيبة أمام شقيقه العراقي في مباراة الذهاب للملحق المونديالي، التي أقيمت بالعاصمة أبوظبي، على عكس ما كنا نتمنى ونتوقع، بل كان مشتتاً ومغيباً لاسيما في شوط المباراة الأول، في مقابل حضور وشراسة وروح من الفريق المنافس.
لذا فمن الإنصاف أن نقول إن نتيجة التعادل بهدف مقابل هدف كانت مكسباً لنا، ويكفي أنها أبقت على حظوظنا قائمة عندما تحين مباراة العودة في البصرة بعد بضعة أيام.
نحن هنا لسنا في مقام النقد العنيف احتراماً للفرصة القادمة، وتقديراً لأن الفريق مازال في الملعب، ومازالت عنده فرصة للذهاب للمونديال العالمي والأخير، بغية محاولة اللحاق بمونديال أمريكا 2026، وملامسة حلم جميل يعانق الوطن وجماهيره، التي زحفت بأعداد هائلة إلى استاد محمد بن زايد مؤازرة ومناصرة، كما فعلت من قبل في الدوحة.
لكن من الأهمية أن نقول إن ذلك لكي يقترب من الواقع على المدرب الروماني كوزمين ولاعبيه وكل العناصر المحيطة بالمنتخب مراجعة حساباتهم مراجعة دقيقة فيما تبقى من أيام قليلة قبل مباراة العودة، أو ما نسميه الشوط الثاني الحاسم والأخير، اللاعب الوحيد الذي كان في قمة مستواه هو حارس المرمى خالد عيسى الذي ذاد عن مرماه بشجاعة ورباطة جأش، وأنقذ أهدافاً عدة من فرص حقيقية ومؤكدة، أما غيره من اللاعبين فلم يكن حاضراً لا على المستوى الفردي ولا الجماعي.
الدقائق الثلاثون الأخيرة شهدت انتفاضة إماراتية، ولا ندري سبباً لتأخرها كل هذا الوقت، ربما كانت بسبب التعديل في التشكيلة التي بدأ بها المدرب المباراة، وربما بسبب اكتفاء المنتخب العراقي بنتيجة التعادل بهدف، والتي رأي أنها في مصلحته، خاصة بعد الاستفاقة المتأخرة من صاحب الأرض والجمهور.
الكرة مازالت في الملعب والمسؤولية مشتركة بين اللاعبين والمدرب الذين هم على الورق أفضل من الجميع، من وصل منهم للمونديال ومن لم يصل، لكننا نجد العكس على أرضية الملعب وذلك أمر محير!! ليس بوسعنا إلا التمسك بالأمل، فالفرصة نعم تبدو صعبة، لكن كرة القدم لا تعرف المستحيل، المهم أن نراجع أنفسنا وحساباتنا ونعض على الفرصة الأخيرة بالأنياب.