كنت أحب هذا اليوم، كنت أحب المعنى والرمز، كان يوماً للولاء والانتماء والمحبة، نعم لا أنسى وأنا على رأس عملي في الإمارات تلك اللحظة التي كنا نتجمع فيها أمام واجهة صحيفة «البيان» في دبي الحلوة المتلألئة ونرفع فيها العلم سوياً، ليرفرف ويعلو ويتمايل كأنه يحيينا كما نحييه.. كانت لحظات حية متدفقة بحب الوطن ورمزه الشامخ.. إنه المشهد الذي أصبح بالنسبة لي جزءاً من ذكريات، هي بلا شك أجمل سنوات العمر يا إمارات.
كنت دائماً وأبداً في هذا اليوم أكتب لأذكر أهل الإمارات بحدث لا ينسى يوم أن ارتفع العلم الإماراتي لأول مرة خارج الحدود بعد قيام دولة الاتحاد في ديسمبر من العام 1971، فبعد أقل من ثلاثة أشهر تكون أول منتخب وطني لتمثيل الدولة في دورة الخليج الثانية بالرياض، وتشاء الأقدار أن يحرز المنتخب الوليد الميدالية البرونزية، ليقف على منصة الشرف، ويرتفع علم الدولة الجديدة لأول مرة خارج الحدود منتصراً، وكان ذلك كأنه إيذان مبكر لما سيكون عليه الحال في قادم الزمان.
إنها الذكرى الباقية التي غرست حب الناس المبكر لعلمها ولمنتخبها الوطني في مشهد واحد وآن واحد.. ولعل ذلك كان أحد أسباب تعلق أهل الإمارات بمنتخبهم.. أول من رفع الراية، وبدأ طريق الآمال والأمجاد.
بقي أن تعلم أن المنتخب سبق الدوري العام والمسابقات المحلية، بل هو الذي أوجد ضرورة لوجودها بعد ذلك، وهذا دليل آخر على أن الحب للمنتخب أبدي، مهما كان بريق الأندية وسطوتها.. نعم سيظل العلم والمنتخب رمزين وطنيين باقيين في قلب كل إماراتي.