هو لم يكن فقط ملك البدايات الأولى في كرة الإمارات، بل أثبت أيضاً أنه ملك النهايات، فقد أنهى شباب الأهلي مشوار دوري أدنوك للمحترفين الذي أحرز لقبه قبل نهايته بثلاث جولات بفوز ملفت على الجزيرة بملعبه بأبوظبي رغم تشدده وتقدمه وتفوقه في الشوط الأول، إلا أن البطل استفاق في الثاني وقلب الأوضاع وسجل هدفين أنهى بهما المشوار الطويل وكسر فيه كل الأرقام القياسية، واحتكرها وكأنه هو الوحيد الذي كان يلعب هذا الموسم.
لقد كانت حقاً ليلة فرح استثنائية كما هي بطولته، استقل فيها اللاعبون حافلة مكشوفة من أبوظبي إلى دبي بعد منتصف الليل للقاء جماهيرهم التي كانت معهم هي الأخرى حتى النهاية في ساحة النادي، وامتدت سهرة الأفراح حتى الساعات الأولى من الصباح تحت وهج الألعاب النارية وتمازج الفرح بين اللاعبين وجماهيرهم، التي فرحت كما لم تفرح من قبل. هذا الموسم تحديداً رفع فيه فرسان شباب الأهلي سقف طموحات كل الأندية الأخرى، فقد عرفوا أن منافسة شباب الأهلي تحتاج لعمل كبير وجهد مضاعف.
ولعل المطالبة الجماعية تأتي في محلها، وهي الانطلاق خارج الحدود، فقد آن الأوان لبطولة قارية ثم الزحف نحو منافسة عالمية أرحب، فهذا قدر «فرسان دبي» بما يملكه من إمكانات وطاقات وطموحات رجال لا يحبون إلا المركز الأول ولا يتوقفون كثيراً عند كلمة مستحيل.
آخر الكلام
لأنه كان موسم المنافسة الرهيبة بين فريقين فقط، فقد انتزع الشارقة «بطل آسيا» بطولة المركز الثاني وودع مدربه الكبير الروماني كوزمين برباعية «حلوة» وكأنه فأل حسن قبل الانتقال لقيادة المنتخب الوطني، الوحدة مع شباب الأهلي والشارقة إلى بطولة النخبة الآسيوية، والوصل إلى آسيا 2، إنه المشهد الأخير والقسمة العادلة.