طوال عمري المهني لا أحب استخدام كلمة حياة أو موت في المباريات الكروية.. فمن الممكن أن تصادفك ظروف تحول دون تحقيق هدفك بحدوث سيناريوهات غير متوقعة، أو ربما لا تكون في يومك، أو أن يكون منافسك أقوى منك مثلاً، أما هذه المرة فلا... !
بالفعل مباراة الإمارات وقطر الختامية المؤهلة مباشرة لمونديال 2026، من هذا النوع الذي ينطبق عليه مباراة حياة أو موت، وهو عموماً مصطلح يتم استخدامه للدلالة على الأهمية القصوى للمباراة.. فسامحوني.
أقول ذلك لأنني أستشعر من الآن ما سوف يحدث في الملعب من مقاومة عنيفة من الفريق المنافس وجماهيره تجاه منتخبنا الإماراتي من أجل تحقيق الفوز لأنه السبيل الوحيد أمامهم للحاق بالمونديال، إنه المشهد المتوقع من فريق عنده ميزة الأرض والجمهور الممنوحة لهم ربما من أجل هذا الموقف الصعب ولا غيره!!
من أجل ذلك أدعو منتخبنا الوطني إدارة ولاعبين ومدرباً وجمهوراً للانتباه، والتحوط لكل السيناريوهات المحتملة ومواجهتها بكل السبل الممكنة والمتاحة والمشروعة حتى نفوت الفرصة، ونمضي في طريقنا بثبات نحو تحقيق هدفنا بإذن الله. هذه المباراة في حاجة لتشكيل يناسبها وليس على طريقة الشوط الأول من مباراة عمان الذي كان المنتخب «لم يحضر به»!
نعم التشكيل يا سيد كوزمين في حاجة للبدء بالمقاتلين الذين يلعبون بالروح قبل القدم، في حاجة إلى مجموعة شرسة وشجاعة من الدقيقة الأولى حتى صافرة النهاية. لا مكان للعاطفة في مثل هذه المواقع، بل قلوب من حديد، صاحبة خبرة ومحترفة، تتعامل مع كل السيناريوهات المفاجئة، وهذه العناصر متوفرة لدينا وموجودة سواء في الملعب أو على دكة البدلاء القوية.
شكراً للأبيض الإماراتي كله ومدربه الذين تداركوا الموقف في الشوط الثاني أمام الشقيق العماني المحترم وأعادوا لنا الروح بـ«ريمونتادا» وضعتنا في الصدارة.. شكراً للجماهير المفرحة التي كانت سبباً مباشراً في الفوز مع الحارس الأمين خالد عيسى.. أمامك فرصتان، حدد هدفك بدقة، تجاوب مع السيناريوهات والمشهد بتقدير صحيح للموقف، بثقة وشجاعة وقتال وتضحيات.