حكى لي أحد الأصدقاء الحكاية لكني لم أصدقها إلا بعد أن سمعتها بنفسي، حمد الدبيخي أحد المحللين في برنامج السهرة الرئيس في إحدى قنواتنا الرياضية يبشر المشاهدين بأن شهر سبتمبر سيكشف الغطاء عن البطل المنتظر لدوري أدنوك الإماراتي للمحترفين هذا الموسم، يعني هذا أن جماهير كرة القدم الإماراتية ستعرف من بطل نسخة هذا العام قبل انتهاء عشرين جولة بالتمام والكمال وقبل سبعة أو ثمانية أشهر تقريباً من انتهاء المسابقة! بالطبع يمكنك أن تصدق أو لا تصدق أن هناك من قال ذلك، لكنه حدث، والغريب أنه يدافع عن رأيه دفاع المستميت كلما سمع اعتراضاً جماعياً من زملائه في البرنامج!

والأغرب أن هذا المحلل الهمام لم يكتفِ بمنح البطولة لأحد الفرق خلال خمس أو ست جولات فقط، بل أعطى فرماناً لأحد الفرق القادمة من دوري «الهواة» بالبقاء في دوري المحترفين لمجرد أنه فاز مرتين وبشره بعدم الهبوط، رغم مرور ثلاث جولات فقط وتتبقى ثلاث وعشرون جولة!

رد فعل زملائه أنهم قالوا له هذا رأيك وأنت حر في رأيك، رغم أن تلك النوعية من الجنوح وخداع المشاهدين لا تندرج تحت بند الآراء ولا تندرج تحت بند وجهات النظر، فالآراء ووجهات النظر تستند إلى منطق وتستند إلى معلومات وتستند إلى أرقام وأشياء كثيرة أخرى لا تجدها في هذه الإرهاصات والاستخفافات التي لا تحترم عقلية المشاهد البسيط.. فما بالك بالمتخصصين والنخب الإماراتية وهي كثيرة وواعية وبالتأكيد هي أيضاً رافضة!

آخر الكلام

مثل هذه النماذج تسيء للقناة وللبرنامج المتعوب عليه والمصروف عليه من أجل إفادة المشاهدين وإمتاعهمم، وليس الاستخفاف بهم.