معلوم أن مسألة البقاء والهبوط انحصرت بين فريقين لا ثالث لهما، وهما البطائح ودبا الفجيرة، وأصبح الموقف بينهما، يشكل دراما حقيقية، فأنت لا تعرف فقط من منهما سيبقى في دوري المحترفين، ومن منهما سيهبط إلى دوري الدرجة الأولى، وتعال معي لكي نتعرف على كل الأوضاع التي خلقت هذه الدراما الحقيقية، أول أشكال هذه الدراما أن موقف كل منهما ظل معلقاً حتى الجولة الأخيرة التي تقام غداً الجمعة، وهو أمر صعب وقاس ومحبط على الفريق الهابط، وأمر مفرح ومدهش للفريق الذي سينجو من مقصلة الهبوط، ولعل الفرح به يعادل أفراح الفريق البطل شباب الأهلي.

أما ثاني أشكال هذه الدراما فإنك لا تستطيع أن تتعاطف مع أحدهما دون الآخر، فريق دبا مثلاً أبلى بلاءً حسناً في الجولات الأخيرة وانتزع النقاط تلو النقاط حتى غادر موقع الهبوط في الجولة قبل الماضية، وفي الجولة الأخيرة لم يتمكن من تحقيق الفوز فتعادل مع الشارقة المنتشي بلقب الكأس، وهذا التعادل أبقى حظوظه قائمة رغم عودته لمركز الهبوط الذي كان قد تجاوزه، كما أنك لا تستطيع في نفس الوقت إلا أن تشيد بموقف الفريق الثاني وهو البطائح، فقد قدم موسماً لافتاً في البدايات ثم تراجع عندما كان يكتفي في معظم مبارياته بالتعادل دون الفوز، لكنه فاجأ الجميع في الجولة الماضية بتحقيق فوز مثير على فريق النصر وهو الفوز الأول له في الدور الثاني، وقفز بالتالي فوق منافسه على الهبوط متقدماً عليه بنقطتين، أما الدراما الثالثة فهي تتضح عندما نتعرف على صعوبة مباراتهما الأخيرة والفاصلة، ففريق البطائح ذاهب إلى العين ليلاقيه بملعبه، وفريق دبا في المقابل يلعب على ملعبه وبين جماهيره أمام الظفرة الذي سبقهما إلى الهبوط، ورغم أن الأمر يبدو أسهل لفريق دبا إلا أن الظفرة الذي يلعب بلا ضغوط قدم أفضل عروضه ربما في تاريخه كله أمام الجزيرة في الجولة الماضية عندما دك مرماه بأربعة أهداف ممتعة، وكانت جميعها من أجمل أهداف الموسم.

آخر الكلام

● هو يوم طويل على كلا الفريقين، ومعلوم أن البطائح يكفيه التعادل في ملعب العين لكن دبا ليس أمامه سوى الفوز، ورغم ذلك قد يتسبب في هبوطه إذا فاز البطائح لتتحول الدراما إلى ميلودراما، أما إذا تعادلا في النقاط وهو أمر وارد أيضاً فتطبق «الشروط والأحكام» ليفوز الأفضل في المواجهات المباشرة. اربطوا الأحزمة وكان الله في العون.