ما الفرق بين استقالة ساندرو روسيل، رئيس نادي برشلونة الإسباني، بمجرد ظهور اتهامات تدين الرجل في شبهة اختلاس وعدم شفافية وقعت في صفقة انتقال النجم البرازيلي نيمار من سانتوس لصفوف برشلونة مقابل 95 مليون يورو أو تزيد، منها 40 ميلون يورو غير واضحة، وبين رفض حسن حمدي رئيس النادي الأهلي المصري تنفيذ قرار وزير الرياضة طاهر أبو زيد بحل مجلس إدارة الأهلي.

وتعيين مجلس إدارة بديل، لأسباب تتعلق بفساد مالي وإداري يحيط بإدارة الأهلي، حسب نص قرار الوزير الصادر مع وقف التنفيذ، حيث أشارت الاتهامات إلى وجود ما يزيد على 40 مليون جنيه فيها وحولها وعنها كلام غامض كثير.

وعلى الرغم من أن مجلس إدارة النادي الأهلي، مدته القانونية انتهت، ويفترض أن يترك النادي، لكن وفي ظل الظروف المحيطة بمصر تم مد فترة عمل المجلس عدة شهور حتى يتم انتخاب مجلس جديد، ولأنه لا يوجد في قاموسنا العربي المجيد كلمة إقالة أو استقالة، لذا فكيف يجرؤ الوزير على إصدار قرار إقالة، وكيف يشير إلى وجود فساد مالي، وسيبقى مجلس الأهلي باقياً حتى آخر نفس، أما وزير الرياضة فليضرب رأسه في أقرب راية ركنية.

هل يمكن أن نقارن بين حالة تمسك إدارة بالكرسي حتى آخر العمر حباً في العمل العام طبعاً، وحباً في تراب النادي وملاعب النادي وفلوس النادي، وبين روسيل الذي أبرم اتفاقاً عظيماً شابته عدم شفافية أو بنود سرية، فاتهم، فعلم، فندم، فاستقال.

الفارق بين الحالتين هو الفارق بين الأهلي وبرشلونة، بين ميسي ودعبس ونيمار ومختار، بين تمسكنا بالمنصب رافعين شعار «الكرسي أغلى علي من نفسي» وبين أناس في الغرب تقدموا لأنهم يؤمنون بالقول الكريم «وتلك الأيام نداولها بين الناس».

ويعرفون أن مناصب الخدمة العامة وجدت لكي يتم تداولها، لذا ففي كل مكتب مسؤول في أوروبا والدول المتقدمة عبارة مكتوبة بلغة عربية فصحى تقول: «لو دامت لغيرك ما وصلت إليك»، وروسيل طبق العبارة فوراً واستقال لمجرد وجود اتهام.

 الأهم هنا أن الأمور سارت في برشلونة سيرها المعتاد، فالنادي مؤسسة تدار من خلال منهج واستراتيجية، وليس على فرد إذا رحل سقط وراءه الجدار، أما حسن حمدي الذي تولى منصبه رئيساً للنادي الأهلي، وكان لايزال، عندي شعر في رأسي، لا يزال حتى الآن على الكرسي، رافضاً قرار الإقالة أو قرار انتهاء مدة المجلس المقررة حتى يعود الشعر من جديد لرأسي.

حين استقال روسيل، قال لابورتا رئيس النادي السابق «دعونا نعمل معاً ويحيا برشلونة.. وتحيا كاتالونيا». وركزوا على كلمة معاً، وليس معي.

أما بعد قرار الوزير طاهر أبو زيد بإقالة حمدي ومجلسه قال خالد مرتجي عضو المجلس: استمرار إدارة الأهلي استقرار لمصر ـ هكذا ـ ثم بدأت حملة منظمة قوية ضد أبوزيد تكيل له الاتهامات، وصدر ضده حكم بالسجن لمدة عام في قضية، وللطرافة أنها كانت بسبب تجاهله لقرار حل مجلس إدارة نادي الصيد.

لا غرابة إذا استقال روسيل لمجرد اتهام، ولا عجب إذا رفض حسن حمدي الإقالة، ولن تكون مفاجأة إذا أقيل أبوزيد، لأنه تجرأ وطبق القانون، لذا لم أعد أستغرب حين يستقبلني سائق التاكسي في مطار القاهرة قائلاً «كل سنة وأنت طيب يا بيه».