في الأفلام الهندية.. عليك بأمرين الأول أن تحمل علبة مناديل «حجم عائلي» لزوم التفاعل مع الفيلم والدموع التي ستهطل منك وبمن سيجلس بجوارك.. الأمر الثاني أن تتقبل باقتناع كامل الأحداث مهما كانت مستحيلة وفي مقدمتها عدم موت البطل رغم كل محاولات المخرج شخصياً لقتله...

الآن بات علينا اتباع نفس الخطوات حين نشاهد حفل إعلان جائزة أفضل لاعب كرة قدم في العالم ... فهذا العام أبكانا النجم الجميل كريستيانو رونالدو حين نزلت دموعه وهو يتلقى قرار فوزه بالجائزة لثاني مرة في حياته....

وحين بكى كريستيانو بكينا معه حباً فيه وفرحاً بفوزه العظيم.. خاصة عشاقه ومحبيه من الجنس اللطيف وهم بفضل الله كثيرون حول العالم.. هذا شق الدموع في فيلم الجائزة الهندي..

أما شق الاقتناع بالأحداث مهما كانت غريبة فيتمثل في فوز كريستيانو نفسه بالجائزة فيما هو ليس الأحق بها، حيث تقدم على الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي من المؤكد أن إصابته كانت سبباً رئيسياً لعدم فوزه بالجائزة للمرة الخامسة فجاء ثانياً..

وتقدم على الفرنسي المسكين فرانك ريبيري الذي يبدو أن خفوت شخصيته أو ربما شكله كانا السبب في عدم اختياره للفوز بالجائزة.. فليس هناك سبب مقنع آخر يجعل كريستيانو يفوز وريبيري يحل ثالثاً باستثناء الطلة.

تعالوا بهدوء وبدون تعصب.. ننظر لما قدمه اللاعبون هذا الموسم ونرى من الأحق بالجائزة.. ريبيري حقق هذا العام إنجازات عظيمة بالفوز بدرع الدوري الألماني ثم كأس ألمانيا فدوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية تلك خمسة كاملة..

ولم يفقد من تلك البطولات المتاحة إلا بطولة واحدة هي السوبر الألماني.. ومع هذه الإنجازات فاز ريبيري بجائزتي أفضل لاعب فرنسي وأفضل لاعب أوروبي لعام 2013 وبلقب أفضل لاعب في «البوندسليغا» والشخصية الرياضية لعام 2013 في ألمانيا من قبل مجلة «كيكر».. كل هذا لم يشفع لريبيري لكي يفوز بجائزة أحسن لاعب في العالم، وكأنه أمر عادي يحدث دائماً..

وماذا تعني خمس بطولات وخمسة كؤوس أمام ما حققه كريستيانو، حيث سجل هذا الموسم 69 هدفاً، والأهم أنه قدّم ثلاثة إعلانات تجارية لسلع مهمة في مقدمتها إعلان للملابس الداخلية، بدونها كيف يمكن أن نعيش؟..

اتفق معكم أن بعض الأهداف التي سجّلها كريس يستحق الإعجاب.. واعترف وأقر أن كريستيانو حقق أعلى قفزة للاعب في مباراة ريال مدريد ومانشستر يونايتد، حيث وصل ارتفاع قفزته «ماشاء الله عليه » إلى أكثر من متر ونصف، وهي قفزة أعلى من قفزات لاعبي السلة الأميركان..

 لكن هل هذا هو معيار الفوز بجائزة أحسن لاعب في العالم؟، هل المعيار بات حلاوة الشكل والشعر والارتفاع في الهواء، أم أن المعيار يجب أن يكون قائماً على إنجازات شارك في تحقيقها اللاعب؟. وإذا ما جاء ريبيري ثالثاً هذا العام بكل ما حققه فمتى يمكن له أن يفوز؟.

على مدى 50 سنة كانت جائزة أحسن لاعب في العالم تنظر للإنجاز الذي يحققه اللاعب وليس لعدد أهدافه.. أما جائزة أحسن لاعب هذا العام فكانت فيلماً هندياً مات فيه لأول مرة البطل وعاش المخرج.