مرحلة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، كانت الأجمل في كل شيء، على المستوى الرياضي والاجتماعي في الكويت، كانت الألفة والمحبة تسود أرجاء الوطن، تعلق الجميع في كرة القدم، فما إن تدخل منزلاً أو حتى سوبر ماركت أو حتى بقالة (غلوم) في حي شعبي، إلا وتجد صور فتحي كميل والعنبري وجاسم يعقوب وآخرين معلقة على الجدران، بل حتى أكثر من هذا، ففي المدراس الحكومية.

وتحديداً في الصالات الرياضية، تجد صورة جماعية ملونة للمنتخب الكويتي لكرة القدم، كان الجميع يتنفس رياضة، فما إن تذهب لمجلس أو ديوانية أو حتى وزارة، إلا والحديث يدور عن الرياضة، أما السياسة (ودخوتها)، فهي تمر مرور الكرام، وخلال تلك الحقبة الجميلة، كان كبار الشيوخ والسياسيين يحرصون على حضور المباريات حتى، الودية منها، وكان الحضور النسائي طاغياً، ولعل دورة كأس خليجي 3 عام 1974 شهدت أكبر حضور.

حين اضطرت اللجنة في تلك البطولة لوضع مدرجات خلف المرميين في نهائي الكأس أمام السعودية، حتى الأمهات والجدات يتابعن المباريات أمام التلفاز، وأتذكر عام 1980 في المباراة الحاسمة التي جمعت منتخبي الكويت والعراق على استاد الشعب في بغداد في تصفيات أولمبياد موسكو، وبعد فوز الأزرق في المباراة بثلاثة أهداف في مباراة تاريخية هي الأجمل حتى الآن، خرجت والدتي رحمها الله تعالى وأمهات مثلها وطرقت باب جارتنا، وخرجن بالفريج فرحات وصوت (اليباب) يصدح في كل مكان من وراء (البراقع)، وخالد الحربان يقول (حلوين يا أولاد) وتم إعادة المباراة في تلك الليلة خمس مرات.

بل إن كل الكويت خرجت لاستقبال الفريق، وكان الشهيد فهد الأحمد، طيب الله ثراه، رمزاً للجميع، فقلبه ومكتبه مفتوح للجميع، وهو صانع انتصارات تلك الفترة الذهبية من عمر الكرة الكويتية، والسؤال، أين نحن الآن من ذلك الزمن الجيل الذي كان فيه الوفاء والمحبة، في نفوس لم تعشعش فيها الكراهية والأحقاد والمكائد، فالزمن لم يتغير، فالسنة هي السنة، والشهر هو الشهر، ولكن تغيرت نفوس الناس، وشح فيه، الوفاء وتباعدت الدروب، وتخاصمت القلوب، ولم يعد أصدقاء اليوم كما هم أصدقاء ذلك الزمن الجميل.

شربكة.. دربكة:

فريق كاظمة بطل الأندية الخليجية لكرة القدم عامي 1987و1995، الذي أنجب لاعبين كباراً مثل بدر حجي وأيمن الحسيني ويوسف دوخي وغيرهم، يحتل الآن المركز الأخير في الدوري، ومهد د بالهبوط لدوري الدرجة الأولى.. من يصدق.

عندما كان السعودي محمد نور (يتدلع ويتعزز) على ناديه الاتحاد، كان حينها في قمة نجوميتة وعطائه، وناديه يستجيب لمطالبه، وبقي نور على وضعه وهو يتخطي الثالثة والثلاثين، حتى قيل له أخيراً (مانبغاك) دور نادي غيرنا، إنها نهاية لاعب كبير.

كان الإماراتي ياسر سالم من خيرة لاعبي الوحدة والمنتخب سابقاً، وهو الآن يحصد نجاحاً جديداً في التحليل الرياضي عبر قناة أبو ظبي، مقنعاً في أرائه، وهادئاً في طرحه.

آخر شربكة: هين مردك للفرج يا كبر الضيق

دام الليالي تقتفيها ليالي!!

هي بس تبغي طول صبر وتوافيق