عقدت قمة شنغهاي للتعاون في الصين بحضور 20 زعيماً يومي 31 أغسطس الماضي و1 سبتمبر الجاري، أعقبها عرض عسكري أرادت به الصين كشف جوانب مما تملك من قوة، لتبلغ العالم به، وتتركه يكمل الصورة على طريقته. أدرك ذلك المهتمون جميعاً، ممن تابعوا فعاليات القمة ومحاورها.
الهدف من (منظمة شنغهاي للتعاون - SCO) عند تأسيسها عام 2001، كان تعزيز التعاون في مجالات الأمن، مكافحة الإرهاب، التنمية الاقتصادية، تنسيق السياسات الإقليمية لضمان الاستقرار، وإيجاد توازن مقابل النفوذ الغربي، في آسيا والشرق الأوسط.
وعلى هذه الأجندة، اتفقت الدول المؤسسة وهي: الهند والصين وروسيا، ودول أخرى قريبة جغرافياً لحقت بها، بيلاروسيا وباكستان وكازاخستان وإيران، وغيرها، ليصل عدد الأعضاء إلى 10 بلدان. ثمة مراقبون في القمة ينخرطون في لجان، يحضرون فعاليات ومحاور أهمها التنمية الإقليمية، ومنها مشروع الحزام والطريق.
قبل أن ترشح أخبار القمة، بعد ختامها، إلى العلن، كان الاتفاق بين المراقبين على أن هذه القمة، في دورتها الـ 14 في مدينة تيجين الصينية، تعتبر اختباراً لإعادة الدفء للعلاقة الفاترة بين دولتين كبيرتين، هما الصين والهند.
كان الرهان على أن العلاقة بينهما إن لم ترق إلى طبيعتها الكاملة في هذه القمة، فأقلهُ، ستثب من برودة الجليد إلى أفق الإيجاب، ممثلة بملفات التعاون الاقتصادي، والحد من التوترات الحدودية، ويدعون مصير ما تبقى للحوارات - الجبريّة - بحكم عامل الزمن، ثم مجريات الأحداث الجيوسياسية الكبرى.
ألا تزعج اجتماعات منظمة شنغهاي الغرب وأمريكا؟ سؤال وجيه جوابه: بلى. لكن لماذا؟ لأنها تمثل تكتلاً ضخماً وفاعلاً خارج دائرة النفوذ الغربي؛ فالمنظمة تدعم نماذج حكم واقتصاد مختلفة، تشكل منصة لانتقاد أو تحدي السياسات الغربية، وتعمل على تقليل الاعتماد على الدولار.
وتطوير تعاون اقتصادي وعسكري واستخباراتي، يقلل من فاعلية العقوبات والسياسات الغربية في المنطقة. وبلغة أكثر فصاحة: منظمة شنغهاي تسعى لتكريس نفوذ إقليمي متعدد الأطراف، تعيد عبره رسم خرائط التحالفات العالمية، وانتقال موازين القوة إلى الشرق.