يُعتبر البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، رمزاً بارزاً للتسامح والمحبة، وقد جمعته مع دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم علاقات وثيقة بسبب أسلوبه الفريد في التواصل مع الناس، حيث سعى دائماً إلى تعزيز قيم الرحمة والتفاهم بين مختلف الثقافات والأديان.
لقد أظهر البابا فرنسيس التزاماً قوياً بقضايا السلام والعدالة الاجتماعية. كما عبرت زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة وتوقيع اتفاقية الأخوة الإنسانية إلى جانب شيخ الأزهر عن التزام قوي من الطرفين في وضع دستور عالمي للسلام ورسم خريطة واضحة للبشرية للسير على التسامح، ووصف البابا فرنسيس آنذاك، الإمارات بأنها نموذج عالمي في التعايش والتسامح، وأنها المركز الحضاري الذي يجمع بين الثقافات والأديان.
وأشاد بجهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وشعب الإمارات في ترسيخ قيم الأخوة الإنسانية ومكافحة التطرف. لقد شكلت زيارة البابا فرنسيس لدولة الإمارات لحظة فارقة في مسار الحوار بين الأديان، وعززت من مكانة الإمارات كمنصة عالمية للتسامح والتعايش.
وكان الراحل عبّر في الكلمة التي ألقاها خلال زيارته لدولة الإمارات عن سعادته العميقة بالتواجد في هذا البلد، وشبَّه رحلته إلى الدولة بـ«غصن الزيتون» الذي يرمز للسلام والمحبة.
لقد تجلت رؤية البابا ورسالته الواضحة التي تدعو إلى التسامح والمحبة في خطاباته وأفعاله، حيث كان يشدد على أهمية قبول الآخر بغض النظر عن خلفيته الدينية أو الثقافية. ودعا إلى تجاوز الأحكام المسبقة والتعصب، كما أكد أن المحبة هي الطريق نحو السلام.
إن قيم الأخوة الإنسانية التي دعت لها وثيقة الأخوة الإنسانية، إنما هي نهج إماراتي، فدولة الإمارات منذ تأسيسها قدمت الكثير من المساعدات العالمية لدعم الكثير من الشعوب في العالم وتوفير الخدمات للمجتمعات المحلية التي تجتاحها الحروب والأزمات، وتعاني من ظروف معيشية صعبة، وكانت الأرقام خير شاهد على مسيرة حافلة بالعطاء.