بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، يبرز دور دولة الإمارات كأحد النماذج المشرقة في العطاء الإنساني على مستوى العالم. فقد رسخت الإمارات عبر مسيرتها موقعها كدولة تقدم الخير بلا حدود، وتتعامل مع قضايا الإنسان باعتبارها أولوية تتجاوز المصالح الضيقة والاعتبارات السياسية.

وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن الإمارات حافظت على مكانتها ضمن أكبر المانحين في مجال المساعدات مقارنة بالناتج القومي، حيث توجه أكثر من 80 % من مساعداتها إلى الدول النامية والمتضررة من الأزمات، ما يعكس التزاماً ثابتاً بالتخفيف من معاناة الشعوب.

كما أن 45 % من هذه المساعدات تذهب إلى قطاعي الصحة والتعليم، وهو ما يدل على أن الإمارات لا تكتفي بتقديم الإغاثة العاجلة فحسب، بل تسعى أيضاً إلى بناء التنمية المستدامة في المجتمعات المتضررة.

هذا النهج يجد جذوره في فكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي قال: نحن نؤمن بأن خير الثروة التي حبانا الله بها يجب أن يعم أصدقاءنا وإخواننا.

هذه المقولة الخالدة تعكس فلسفة الإمارات في النظر إلى الثروة باعتبارها وسيلة لمد يد العون للآخرين، وهو ما جعل العمل الإنساني جزءاً من الهوية الإماراتية.

وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، هذا المعنى بقوله: الإمارات ستظل سنداً وعوناً لكل محتاج، لأن العطاء قيمة متأصلة في نهجنا، وهو تصريح يجسد الاستمرارية في نهج العطاء بين الآباء المؤسسين والقيادة الحالية.

إن الاحتفاء باليوم العالمي للعمل الإنساني هو مناسبة لتقدير الجهود التي تبذلها الدول من أجل إعلاء قيمة الإنسان، والإمارات اليوم تقدم نموذجاً فريداً في هذا المجال. فهي لا تميز بين دين أو عرق أو لون، بل تنطلق من قناعة راسخة بأن مد يد العون واجب إنساني وأخلاقي.

ولهذا، فإن تجربتها تحظى بإشادة عالمية متواصلة، ويُنظر إليها باعتبارها قدوة في كيفية تحويل العطاء إلى سياسة وطنية راسخة ومبادرات ذات أثر ملموس. لقد أثبتت الإمارات أن العطاء الإنساني ليس مجرد شعار، بل ممارسة حقيقية تعكس حضارتها وقيمها وموقعها الريادي في المجتمع الدولي.