هؤلاء الذين ينقشون لأنفسهم أوسمة افتراضية على جدار لا يراه أحد، لا يدركون حجم الجرم الذي يرتكبونه في حق بني البشر؟ كم هو كبير.
لماذا يدفعون الناس على وسائل التواصل إلى سباق بلا خط وصول؟ لنسأل: هل الإنجاز الحقيقي يقاس بنظرات الناس أم باطمئنان القلب؟ ليت هؤلاء الافتراضيين يفهمون ما الذي يصنعونه، ويتوقفون عنه، ليقدروا حياة البشر - وحياتهم - حقّ قدرها؟
إن ازدواجية شعور الإلهام والإحباط الذي تخلفه مواقع التواصل في نفوس المدمنين على تصفحها، تحمل لهم سمّيّة عالية تعكر الكيمياء لديهم، فينقلب المزاج رأساً على عقب، ليبدؤوا نهارهم بخليط من الإحباط والتشاؤم. وحياة كهذه لن تكون سوية.
يصعب تخيل حياة الفرد القائمة كل يوم على شائعة جديدة، تبدأ كريح خفيفة تقتلع الأشجار الصغيرة، ولا تلبث أن تصل إلى الكبيرة لتتركها أعجاز نخلة خاوية.
لم تعد الشائعات على شبكات التواصل أسهماً طائشة - كما كانت - لا تعرف هدفها لترديه، بل أصبحت اليوم من الدقة في التوجيه كما لو تستخدم تقنية رادارية غاية في الدهاء والفبركة، لتصيب هدفها وأخرى في نطاق المحيط.