تنشب النزاعات بين الشعوب على اختلاف الجغرافيا، في عالم معاصر ومتمدّن، كما يفترض، حضارته تقوم على القيم الإنسانية، لا على المكننة والتقنية.

وتلك الخلافات، بدلاً من أن يكون الحوار من أجل الوصول إلى حلول منصفة، خياراً أمثل، تفضي إلى الاحتراب والاقتتال، لتذر لنا فقداً وآلاماً، وندوباً في القلب لا تنمحي.

في غمرة الحروب التي يدخلها البشر، سواء بإصرارهم، أو بسبب من جهل وعدم وعي، أو بسبب من عناد وتمرّد. ينسون نهاياتهم المحتومة: الموت. الحقيقة الكونية. مغادرة الحياة، فقد التقى طرفا الدائرة، وانتهى الأمر.

إن العبارات التي يقولها الأحياء، قبل أن تتوقف أنفاسهم، غالباً ما تكون مدعاة للتأمل والتفكر، فالموشكُ على الرحيل، ما سينطق به يحمل تكثيفاً لخلاصة ما خلفه وراءه، أو لما انكشف له الآن في ثوانيه المعدودة. لنتمعن في عبارات الذين رحلوا، لنرى كيف أن الحياة ليست بحاجة إلى كل هذه الحروب والويلات، هي أبسط من ذلك بكثير، والأرض تتسع للجميع.

الخليفة الثالث، عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، حين طُعن أثناء الصلاة، نُقل عنه قوله: «ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة»، ثم سأل: «أصلى الناس؟». القائد صلاح الدين الأيوبي، أمر أن يُخرج له كفنه، ويذهب به إلى الناس. قال: «خذوا هذا الكفن، وشهّدوا الناس أن السلطان صلاح الدين لا يأخذ معه من الدنيا سوى هذا».

سئل الإسكندر الأكبر، وهو في النزع الأخير في بغداد: «لمن تترك مملكتك؟» قال: «لأقواهم». الشاعر وليم شكسبير أوصى بعبارة: «وداعاً.. الشخصيات قد خرجت من المسرح». وأتبعها: «سأستسلم الآن».

الشاعرة الأمريكية إميلي ديكنسون، قالت في لحظاتها الأخيرة: «عليّ أن أدخل الآن، فالضباب يصعد». الموسيقار الهولندي بيتهوفن، قال: «صفّقوا يا أصدقاء، انتهى العرض»، وأما الشاعر الإسباني لوركا، الذي قُتل برصاصة في الحرب الأهلية، نُسب إليه قوله: «الجروح.. هي من تمنح الإنسان ضوءه».