جاءت اللحظة الحرجة والصعبة التي حاول بيبي نتنياهو أن يؤخرها أو يتجنبها خلال 28 شهراً. تلك اللحظة هي لحظة تحريك ملف تشكيل لجنة تحقيق معه حول اتهامه بالمسؤولية والتقصير في الهجوم المفاجئ المباغت في 7 أكتوبر، والذي تم من حماس وأدى إلى خسارة 1200 قتيل.

خوف نتنياهو من هذا التحقيق يرجع إلى 3 أسباب رئيسية:

الأول: لأن هناك وثائق رسمية من الشاباك والموساد تحذر نتنياهو قبل أكتوبر بشهرين على الأقل باستعدادات حماس لعمل تحرك «هجومي كبير»، ورغم ذلك لم يستعد ولم يستجب لهذا الإنذار، بل قام بسحب قوات كبيرة كانت متواجدة على أطراف قطاع غزة.

ثانياً: إن آخر لجنة تحقيق جاءت في ملف تقصير أمني كانت لجنة القاضي «إهرانوت» رئيس المحكمة العليا عام 1974 بسبب التقصير في حرب أكتوبر وأدت إلى سقوط حكومة غولدا مائير وكبار جنرالات إسرائيل.

ثالثاً: إن تاريخ علاقة نتنياهو مع المحكمة العليا سيئ للغاية إلى حد أنه طالب برفع سلطتها عن الحكومة.

ويتردد الآن عقب جلسة الكنيست الأخيرة التي لم يحضرها نتنياهو والتي طالبت بتشكيل لجنة تحقيق، أن نتنياهو يسعى لفض الكنيست وإجراء انتخابات طارئة قبل موعدها. كل ذلك يعتمد على زيارته لميامي بعد أيام للقاء الرئيس دونالد ترامب في منتجع «مارلي لاجو». إنها أصعب أيام نتنياهو.