هناك منهج مستقر يمكن فهمه وتحليله، والبناء عليه بشكل موضوعي وعلمي، في سلوك الرئيس دونالد ترامب في إدارته الصراعات مع خصومه أو حلفائه.
تعالوا نستعرض مواقفه في الشد والجذب، والوصول إلى حافة الهاوية، ثم اللجوء للحوار الودي في آن واحد.
مع الرئيس الأوكراني، بدأ معه بالتجاهل، ثم أعطاه جلسة توبيخ علنية في مكتبه بالبيت الأبيض، ثم عاد وسانده، ثم يبدأ الآن في حملة ضغط شديدة عليه، من أجل التفاوض والقبول بضم موسكو لبعض الأراضي التي احتلتها القوات الروسية.
مع إيران، قام بالحوار العلني معها، ثم فجأة قبل جولة المفاوضات المقررة في روما، قام بقصف 3 مفاعلات تخصيب إيرانية، ثم عاد ودعا إلى الحوار مع المرشد الأعلى، ثم أظهر فتوراً علنياً لأي جولة مفاوضات.
مع بوتين، أرسل مبعوثه الخاص، ستيف ويتكوف، إلى موسكو، مرات عدة، ثم التقى بوتين شخصياً، معرباً عن آمال كبرى، ثم عاد وأعلن خيبة أمله فيه، ووصل الآن إلى مرحلة التفاؤل بإمكانية إيجاد حل للحرب الروسية الأوكرانية.
في لبنان، تدخلت واشنطن لعمل اتفاق وقف إطلاق نار، وأوفد ترامب عدة مبعوثين لإيجاد حل لمسألة سلاح حزب الله، ثم توقف دورهم، والآن، يعطي الضوء الأخضر لاستمرار «حق إسرائيل في التصرف عسكرياً، براً أو بحراً أو جواً، تجاه «حزب الله»».
مع «حماس»، توعدها بجهنم إذا لم تلتزم بالشروط الأمريكية الإسرائيلية، ثم فتح حواراً مباشراً معها، عبر وسيط أمريكي من أصل عربي، ثم عاد ووافق لها على إدارة شؤون القطاع، لحين تشكيل مجلس السلام في غزة، والآن، يستدعي نتانياهو إلى واشنطن، لمناقشة كيفية تجريد «حماس» من سلاحها.
إنها سياسة خاصة به، ليس لها مرجعية في علم السياسة، أو أنظمة الحكم في إدارة السياسة الخارجية للدول العظمى، مثل الولايات المتحدة.
المهم، بل الأهم، في البداية والنهاية، هل ينجح الرجل في سياساته؟.