حيث تشيع ملامح السعادة والأمل في كل كلمة كتبها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في هذا الدرس الثمين، والسبب في ذلك هو أن فكرة الأمل والغد الأجمل هي واحدة من أكثر الأفكار رسوخاً في شخصية سموه.
فهو يعيش هذه الحالة الشعورية والعقلية ويجعلها مفتاحاً لتحقيق جميع الأحلام الكبرى التي داعبت روحه منذ طفولته، وظل يستحضرها في ذاكرته ولم يهدأ له بال حتى رآها واقعاً متحققاً يشهد على إيمانه العميق بقيمة الأمل، ورسوخ قناعته بأن الغد دائماً هو الأجمل.
حيث تعمل على تحريك الطاقة، وتفجير ينابيع الإبداع، وتحريك قوى الخيال، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يكرر هذه العبارة لأن تكرار الأشياء هو شاهد الصدق على حبها وإيثارها، وتوظيفها كطاقة تفاؤل تجعل من الأمل قوة دافعة للأمام.
كما يحاصر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد مشاعر اليأس ويجفف منابعه باعتباره محظوراً دينياً يقترب بصاحبه من حدود الكفر، {إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون} فضلاً عما يورث صاحبه من سوء الظن بالله تعالى، وقد جاء في الحديث القدسي الشريف: (أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء)، فالسعيد من حَسُن ظنه بربه، وتوجه بقلبه إليه، واعتمد بقلبه بالتوكل عليه.
وواضح ما في كلام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد من عمق الثقة بقوة الأمل الذي يفتح أبواب السماء في مقابل مشاعر اليأس التي تغلق كل باب نحو الحياة الجميلة التي ترى في كل صعوبات الحياة نوعاً من الفرص على العكس من الروح المتشائمة اليائسة التي ترى في كل فرصة صعوبة تغلق الباب وتحرم الإنسان من جمال الإحساس بالحياة.
الإيمان، والثقة بالذات، والحلم، تقوم رؤية من يمتلك روح التفاؤل التي يشعر معها الإنسان أنه قادر على تحقيق المستحيل، وهذا يعني أن يتبصر المتفائل في حياته وما أتيح له من الظروف التي تجعله يمتلك قوة التفاؤل ولا يستسلم لليأس والإحباط.
بحيث يتشكل في أعماقه شعور أصيل بأنه ذاهب دائماً نحو الأفضل، ليظل الأمل هو القوة الدافعة للروح والإرادة الإنسانية للدخول في قلب المغامرة الدالة على الثقة والشجاعة وهو ما عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بقوله:
«القادم أجمل بإذن الله، لأن من يملك الأمل يملك كل شيء، ومن يفقده فليس بيده شيء، الأمل يعطيك قوة، وإرادة، وعزيمة، وثقة بنفسك، وإيماناً بحكمة ربك، وصبراً على التحديات من حولك».
الأمم تتفاءل وتتشاءم، وتكبو وتنهض، ويرفعها الأمل، ويدمرها اليأس والقنوط»، وهنا يبرز دور القادة في استنهاض الأمة، وبحسب عبارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد: «ودور القادة ليس قيادة التنمية المادية فقط، بل أيضاً إدارة الروح المعنوية للأمة، وتعزيز ثقتها بالله، وإيمانها بقدراتها، وأملها بمستقبل أجمل وأفضل».
«علمتني الحياة أن من يملك الأمل يملك سبباً للحياة، ويملك قوة للتحمل، ويملك صبراً على الشدائد، ولا تموت أمة تحمل سلاح الأمل»، فهذا هو الوعي القوي الأصيل بمفهوم الأمل وأنه ليس مجرد عاطفة جوفاء بل هو السلاح القوي الذي نواجه به الحياة، وننهض به من كبوتنا الحضارية.
وهو ما عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حين أشار إلى «مسبار الأمل» الذي هو أول مسبار عربي إسلامي يصل إلى كوكب المريخ، وأن اختيار هذا الاسم «الأمل» كان اختياراً مقصوداً يحمل إشارة ذكية تبعث الأمل في شعوب المنطقة وأنها في طريق استعادة ذاتها الحضارية واستئناف دورها التاريخي الأصيل.
كما تم إطلاق أكبر مبادرة عربية لصناعة الأمل يشارك فيها آلاف الشباب، فضلاً عن تدريب الملايين على لغة المستقبل وهي البرمجة باعتبارها نافذة للأمل بالموازاة مع مشروع نوابغ العرب الذي يفتح أوسع الأبواب أمام الإنسان العربي للدخول إلى ساحة العطاء والإبداع من أوسع الأبواب.