وإعادة ترتيب أوراق دول الاتحاد الأوروبي بناء على معطيات سياسية واستراتيجية جديدة، وجهد جهيد تبذله روسيا في رسم ملامح عالم متعدد الأقطاب تواجه به الهيمنة الغربية، وحرب تجارية شعواء بين الصين وأمريكا يتكبد الجزء الأكبر من عنائها بقية دول العالم.
وصراعات بين دول وبعضها وأبرزها روسيا وأوكرانيا وغيرهما في داخل الدول، وأخرى يصعب تصنيفها وأبرزها حرب القطاع ومستقبل القضية الفلسطينية.
وكل ذلك مع بزوغ نجم الحروب بالوكالة والميليشيات والجماعات المسلحة المفتتة لنسيج الدول والمهددة لأمن واستقرار مناطق بأكملها، واحتقانات واحتكاكات وصراعات الدول الكبرى في حرب المعادن المحددة لمستقبل الطاقة والذكاء الاصطناعية والقوة العسكرية، والثورة التقنية الرهيبة التي تقول إنها بقدر ما تقضي على مهن وفرص وصناعات، بقدر ما تخلق أخرى، تشهد دول الأرض حراكاً عالمياً غير مسبوق.
إنه عدم اليقين الناجم عن التغيرات الكبرى التي يصعب معها وضع سيناريوهات دقيقة وتصورات واضحة لما ستسفر عنه، وبالتالي تنظر شعوب الأرض للمتغيرات بعيون ملؤها القلق، وقلوب يغلب عليها الخوف.
أخطر ما في الاستطلاع هو استخدام الكثيرين كلمة عجز لوصف مشاعرهم. في القلب من هذه التغيرات الأرقام التي تباغتنا بين حين وآخر عن أعداد الوظائف والمهن التي ستختفي، والأعداد الأخرى التي سيخلقها الذكاء الاصطناعي والتطورات التقنية المتسارعة، فمثلاً تتراجع وظائف البيع بالتجزئة، ويتصاعد الطلب على وظائف النقل والتخزين وقيادة الشاحنات، وهلم جرا.
وثالثة بفعل عجز أنظمة عن تحقيق الحدود الدنيا من العدالة الاجتماعية، ورابعة تحت وطأة النعرات الطائفية والنبرات الدينية التي تفرق وتفتت وتطارد الوهم، وخامسة بفعل حروب وصراعات تأبى أن تكتب كلمة النهاية وتصر على إبقاء فصولها مفتوحة.
واعتناق مبدأ التطور التقني والاستثمار في رأس المال البشري، والتوقف عن اللجوء لأسلحة النعرات الطائفية وخلطة الدين بالسياسة الخطرة، واعتماد مبدأ الإصلاحات السياسية والاقتصادية المناسبة لكل دولة. هذا ما تطمح إليه الشعوب، ويضمن شرق أوسط ذا مكانة في النظام الجديد.