من يتابع مسيرة دولة الإمارات منذ فجر اتحادها يدرك تمام الإدراك أن هذه الدولة المباركة قامت على قيم راسخة ثابتة، قامت على السلام والتعايش والعطاء والإحسان، وعلى إرادة الخير للبشرية جمعاء، وقد نجحت في بناء أحسن العلاقات مع كافة دول العالم وشعوبها.

وامتد خيرها للجميع، فأصبحت منارة مشرقة في ذلك، وعلى هذا قام حضورها الإقليمي والدولي، دولة داعمة للسلام، ناشرة للخير والمساعدات الإنسانية في مختلف أصقاع الأرض.

إن هذه الحقيقة ماثلة لا يمكن أن يشكك فيها أحد، وهي رؤية راسخة بدأت مع مؤسس هذه الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حكيم العرب، زايد الخير، الذي سطر التاريخ في أنصع صفحاته حكمته المشهودة في علاج المشكلات والقضايا، ودعمه للسلم والتعايش.

وعميم عطائه اللامحدود في الداخل والخارج، لجميع الناس، دون تمييز بينهم على أساس عرق أو لغة أو دين، وعلى هذا النهج المستنير سار المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، فحمل الراية من بعده، ومضى على العهد، داعياً للسلام، ناشراً للخير والعطاء.

وعلى هذا النهج المشرق يسير قائدنا فارس الإنسانية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي كان خير خلف لخير سلف، فعزز هذه المخرجات الوطنية، ومضى بدولة الإمارات في مسيرة السلام إقليمياً وعالمياً، وعزز دورها الريادي بحراً متدفقاً بالخير والعطاء لشعوب الأرض، وصرحاً ملهماً للتنمية والنهضة، حتى أصبحت دولة الإمارات موئل أمل للباحثين عن التعايش والسعادة.

ونموذج نجاح قل له نظير للدولة الوطنية الشامخة بقيادتها الرشيدة، وهذه الحقائق مشهودة ملموسة لا يمكن أن يؤثر عليه شيء، ومن يردِ التشكيك في ذلك فحاله كحال من قال فيه الشاعر: ‌يا ‌ناطِحَ ‌الجبل العالي ليَكْلِمَهُ... أشْفِقْ على الرَّأس لا تُشْفِقْ على الجَبَلِ!!

وقد امتد خير الإمارات للعالم أجمع، وبالأخص إلى الأشقاء، فوقفت بجانبهم، ودعمت مسارات السلام والاستقرار والتنمية التي تخدمهم، وخاصة بعد أحداث ما سمي بـ«الربيع العربي»، والتي تهاوت فيها دول، ودخلت مجتمعات في أنفاق مظلمة، ليتولد عن هذه الأوضاع صراعات ونزاعات وحروب مريرة، عملت دولة الإمارات لتكون بلسماً للجروح، وحرصت على إطفاء هذه الحرائق.

وأكدت على ذلك في مختلف المحافل الدولية، ومن هذه المناطق التي تأثرت بالنزاعات السودان، انقلبت القوى العسكرية والمكونات الطائفية والأيديولوجية على نفسها، وأشعلت فتيل حرب ضارية، يكتوي بنيرانها المدنيون الأبرياء.

وحينما عجز هؤلاء عن علاج مشكلتهم وفشلوا في تحقيق أهدافهم بحثوا عن شماعات لتعليق أخطائهم، فكالوا الاتهامات للأبرياء الذين لا ناقة لهم في هذه الحرب ولا جمل.

وتكالب منهم من لا يراعون أخلاقاً ولا ضميراً على اتهام دولة الإمارات، وجعلها المسؤولة الأولى عن هذه الحرب الضروس التي أشعلوها هم بأنفسهم!! وجمعوا كيدهم في مواقع التواصل الاجتماعي، يختلقون الأكاذيب، وينسجون الفيديوهات المفبركة، ويوظفون الذكاء الاصطناعي في الكذب والزور.

ولكل عاقل أن يسأل: ما علاقة دولة الإمارات بهذه الحرب الهوجاء في السودان؟! أليست هذه الحرب بين مكونات سودانية تفتك ببعضها فتكاً؟! أليس ما يجري هناك من قتل وتدمير هو بيد هؤلاء؟!

ألم تنادِ دولة الإمارات المرة تلو الأخرى في سائر المحافل الدولية بإيقاف هذه الحرب فوراً؟! ألم تطلب من أطراف الصراع دون استثناء وانحياز أن تغلب صوت العقل وتضع مصلحة وطنها فوق أي مصلحة شخصية، فلم يستجب هؤلاء أبداً لهذا النداء، وآثروا الاستمرار في الحرب وتدمير وطنهم والفتك ببعضهم؟!!

ما علاقة دولة الإمارات بمشكلتهم إذا كانوا هم من يوقدون نيرانها ويزيدونها اشتعالاً ليحرقوا وطنهم حرقاً بأياديهم؟! ماذا تريد دولة الإمارات منهم وما غايتها إلا السلام والاستقرار والخير والتنمية والازدهار؟

إن ما يفعلونه من حملات تشويه حاقدة كاذبة ضد دولة الإمارات ليس بغريب عليهم، فطالما مارسوا هذه السياسات في محطات فشلهم، يتهمون هذا الطرف، ويسبون هذا الطرف، ويعلقون شماعة فشلهم على ذلك الطرف، دون أن يقفوا مع أنفسهم وقفة واحدة لمحاسبتها.

وهذا يدل على أنهم لا يريدون حلاً لمشكلتهم، ولا يهتمون بمصلحة وطنهم، بل قد أغلقوا عقلوهم، وصموا آذانهم، لا يريدون إلا تحقيق أجنداتهم ولو بأن يحرقوا وطنهم بمن فيه، ثم يبررون جنايتهم وفشلهم باتهام الآخرين الذين لا علاقة لهم بمصائبهم بشيء؟!!

إن من واجب العقلاء في السودان أن يضعوا مصلحة وطنهم فوق أي مصلحة، ويسعوا جاهدين إلى إطفاء هذه الحرب التي تحرقهم، وأن يعملوا على تعزيز المخرجات العلاجية التي تحقق لهم الأمن والاستقرار، وتصون دماء الأبرياء.

إن دولة الإمارات دولة سلام واستقرار، ومنارة ساطعة للخير والعطاء، ثابتة على نهجها الإنساني الساطع، لا يضرها كذب المشككين ولا حملات المغرضين، فمواقفها أصدق شاهد، وحقيقتها شمس لا تغطيها الأكاذيب.