فلن يتحدث عن الحجارة والتماثيل، بل عن الحلم المصري المتجدد في أن تعود روحه إلى موطنها، فهو معروف بمواقفه الصريحة في المطالبة بإعادة الآثار المصرية، فكما عوّد جمهوره في مؤتمراته حول العالم، قضيتهُ الأثيرة:
عودة الآثار المصرية إلى أرضها، وخصوصاً تمثال نفرتيتي في برلين، وحجر رشيد في لندن.. إذ يرى أن استرداد هذه القطع ليس طلباً مادياً، بل استعادة لكرامة الأمة وذاكرتها المنفية، وهذه المرة لا بد أن يشير للمتحف المصري الكبير، بأنه اليوم الحجة الكبرى على قدرة مصر على حفظ تراثها بأحدث التقنيات، وأن زمن الوصاية الأجنبية قد انتهى.
اكتشافاته الأخيرة في سقارة والواحات، والمدينة الذهبية المفقودة في الأقصر، ودهشته المستمرة حول أسرار الأهرامات التي كما يقول: «لا تزال تخبّئ شيئاً»، يتحدث فينفعل، يروي فيقنع بشغفٍ لا يخبو، حتى يغدو الأثر في كلامه كائناً حياً ينهض من الصحراء.
فإن حواس لا يقدّم التاريخ ببرود الباحثين، بل بحرارة المؤمنين بذاكرتهم في محاضراته، وهو يجمع بين العلم والخطاب الجماهيري، إذ يرى أن عالم الآثار يجب أن يكون سفيراً لحضارته، لا باحثاً في الظل، رافضاً النظريات الخرافية حول الأهرامات، ومؤكداً أن المصري القديم هو المعجزة الحقيقية وراء كل ما بُني على أرض مصر.
وأنا لا أستبق الأحداث، لكنني من خلال متابعتي له، أشعر بأنه من على منبر الشارقة غداً، سيذكّر العالم بأن الحضارة المصرية ليست ماضياً منقوشاً، بل حاضرٌ يستيقظ كل يوم تحت طبقات الضوء والرمل.