الرجل الذي بنى الاتحاد ووحّد القلوب قبل أن يوحد الأرض، غرس فينا قيم الإنسانية والتسامح والكرم، فبقيت سيرته خالدة في ذاكرة الوطن وقلوب الشعب.
فأسس المدارس والجامعات، ودعم الثقافة والفكر والفنون، وفتح آفاقاً رحبة أمام الشباب ليكونوا عماد المستقبل.
وقد استطاع، بفضل حكمته وبعد نظره، أن يحوّل التحديات إلى فرص، وأن يُقيم على أرض الإمارات نموذجاً فريداً في الإدارة والتنمية والوحدة الوطنية.
كان الشيخ زايد يؤمن بأن الخير مسؤولية أخلاقية وإنسانية، فأسّس مؤسسات للمساعدات الإنسانية، ودعم برامج الإغاثة والتعليم والصحة في الدول الفقيرة، وأعاد الأمل إلى ملايين البشر في أوقات الأزمات والكوارث.
ولذا استحق أن يُلقّب بـ«زايد الخير»، وأن تُخلِّد اسمه الأمم، بوصفه أحد أبرز القادة الداعمين للعمل الإنساني في العالم.
ومن أقواله الخالدة: «لقد عاش آباؤنا وأجدادنا على هذه الأرض، وتعايشوا مع بيئتها في البر والبحر، وأدركوا بالفطرة وبالحس المرهف الحاجة للمحافظة عليها.
وأن يأخذوا منها قدر احتياجهم فقط، ويتركوا فيها ما تجد فيه الأجيال القادمة مصدراً للخير ونبعاً للعطاء».
وهي مقولة تجسّد رؤيته العميقة لمفهوم الاستدامة قبل أن يصبح شعاراً عالمياً.
فقد ترك نهجاً متكاملاً في القيادة والعمل والإنسانية، نهجاً تسير عليه الأجيال جيلاً بعد جيل.
إن القيم التي غرسها في شعبه، من حب الوطن، والإخلاص في العمل، والتمسك بالهوية العربية والإسلامية، هي البوصلة التي توجه مسيرة الإمارات نحو مستقبل مشرق وأكثر ازدهاراً. رحم الله الشيخ زايد، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن أمته وشعبه خير الجزاء.
سيبقى اسمه منقوشاً في ذاكرة التاريخ وقلوب الأجيال، رمزاً للخير والكرم والقيادة الحكيمة، وعلماً خالداً في سماء الإنسانية ما دامت الأرض تنبض بالحياة.