وهذه القيمة أصيلة عند العرب الذين اشتهروا بالكرم وهو أعلى وأعظم القيم، وثقافة التبرع هي نوع من الكرم اللامحدود، الذي يقدم لمن لا نعرف من البشر، سواء في الزمن الذي نعيش فيه أو في الأزمان القادمة، وسواء للبشر الذين نعرفهم أو البشر الذين يوجدون في مجتمعات أخرى، لذلك كان التبرع ذروة الفضائل وقمة الأعمال الإيمانية وأعلاها.
وقد تحققت احتياجاتها الأساسية وأصبح لديها قدرة على أن تعطي الآخرين، والتبرع يكون للمؤسسات الخيرية، ويكون كذلك بإنشاء الأوقاف، وكلاهما يقدم الخير للآخرين سواء في المجتمع الذي نعيش فيه، أو المجتمعات الأخرى.
القطاع الثالث قطاع تنموي يحقق في جوهره الاستدامة، ويحقق التنمية الشاملة في المجتمع والتي تشمل كل أفراده بكل فئاتهم، وبكل مستوياتهم الاجتماعية، القطاع الثالث يعمل في كل المجالات:
في التعليم والصحة والخدمة الاجتماعية ورعاية الأيتام والفقراء والمسنين وفي معالجة قضايا الغارمين وأصحاب المشاكل والأزمات المالية ويعمل أيضاً في تأسيس الأوقاف.
وقد بدأت دولة الإمارات العربية المتحدة في العمل على تحويل القطاع الثالث إلى أوقاف، وهنا تتحقق قيمة الاستدامة لأن الوقف هو عمل خيري باقٍ إلى آخر الزمان لأن من أهم شروط الوقف أن يكون دائماً، وألا يتم تغييره أو بيعه أو تحويله عن أهدافه.
لذلك فإن القطاع الثالث هو جوهر مفهوم التنمية المستدامة في المجتمعات، ولعل الناظر في المجتمعات الغربية في أوروبا وأمريكا يجد أنها في جوهرها تقوم على القطاع الثالث الذي يؤسس الجامعات ومراكز البحوث والمستشفيات وكل الخدمات المجتمعية.