ويضع هذا الاتفاق الذي أكدت حماس وإسرائيل موافقتهما عليه، وتم بوساطة مصر وقطر وتركيا، نهاية لواحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية التي شهدها العالم في العقود الأخيرة. لقد رحب العالم كله بالتوصل إلى هذا الاتفاق، وتوافدت وفود الدول الراعية والوسيطة على مدينة شرم الشيخ المصرية للانضمام إلى هذه اللحظة الحاسمة.
فيما أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قبوله دعوة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، للمشاركة في الاحتفالية التي ستعقد في مصر بمناسبة إبرام الاتفاق، مؤكداً فخره بالعمل الذي قام به لإنجاز اتفاق غزة، واعتقاده بأن الشرق الأوسط سيكون عظيماً.
هذه الخسائر لم تقتصر على الفلسطينيين فقط بل شملت الإسرائيليين أيضاً، حيث بلغت الخسائر البشرية أكثر من 2000 قتيل، وما يقرب من 90 مليار دولار خسائر في المعدات العسكرية، وتراجع النمو الاقتصادي إلى مرحلة الانكماش، أما الخسارة الأكبر والأهم فكانت في تزايد العزلة الدولية المفروضة على إسرائيل، على نحو ما أظهره اعتراف الكثير من دول العالم بالدولة الفلسطينية، رداً على محاولات إسرائيل القضاء على حل الدولتين.
وأشادت بالدور البارز الذي قام به في دعم هذا المسار، كما أعربت عن أملها في أن يشكل هذا الاتفاق خطوة إيجابية نحو إنهاء المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، وتمهيد الطريق أمام تسوية عادلة ودائمة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وتعيد الأمن والاستقرار إلى المنطقة.
ورغم استبعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وترامب، والدول الغربية والعربية، أن يكون هناك دور لحماس، ترفض الأخيرة حتى الآن مناقشة مطلب إسرائيل بأن تتخلى الحركة عن سلاحها. وبينما يرغب الفلسطينيون والعرب في أن تؤدي خطة ترامب في نهاية المطاف إلى دولة فلسطينية مستقلة، يرفض نتانياهو ذلك.
ومن هنا، فإنه من الأهمية بمكان أن تتواصل الجهود من أجل ضمان استمرارية تنفيذ الخطة بالكامل، لأن نجاح الخطة وإنهاء الحرب سيفتح المجال واسعاً أمام تحقيق سلام شامل في المنطقة كما يأمل الجميع.