لا تغيب عن الذاكرة ملحمة أكتوبر التي وحدت العرب، وأكدت روح العروبة وقيم التضامن عندما يصبح المصير واحداً، تجلت الهمة من كل عواصم العرب من المحيط إلى الخليج، كلٌّ أدى دوره في اللحظة الفارقة، المصير واحد، والهدف مشترك.
«ليس المال أغلى من الدم العربي، وليس النفط أغلى من الدماء العربية التي اختلطت على أرض جبهة القتال في مصر وسوريا»، وقطع النفط كعامل ضغط قوي على الدول الأجنبية، حيث كان الشيخ زايد من أوائل زعماء العرب الذين وجهوا بضرورة الوقوف إلى جانب مصر في معركتها المصيرية ضد إسرائيل.
مؤكداً أن المعركة هي معركة الوجود العربي كله، ومعركة أجيال كثيرة قادمة، علينا أن نورثها العزة والكرامة. إن هذه المواقف العربية ستظل راسخة في الوجدان العربي، وفي القلب منه مصر، فلا شك أن النصر هو نصر لكل العرب وحماية لأمنه القومي.
فقد كانت حرباً إلكترونية كاملة، جعلت الاستراتيجية العسكرية في أمريكا وروسيا تنظر على أنها بداية الحرب الحديثة الحقيقية، فلا نكشف مفاجأة عندما نقول إن الطائرات المسيّرة الحالية كانت هناك في تلك الحرب، تحت اسم طائرات دون طيار.
لقد استخدمتها إسرائيل من خلال الجسر الجوي الأمريكي الذي شارك في الحرب، ونستطيع القول إن مخازن السلاح العالمية تم إفراغها في ساحة تلك المعركة، وتم تجريب كل شيء، لكن عبقرية الجندي المصري استطاعت أن تتغلب على هذه الترسانة الرهيبة، بمفهوم التحدي والاستجابة، كان هناك تحدٍ هائل، واستجبنا، وانتصرنا عليه.
إسرائيل اكتشفت أنها قابلة للهزيمة، وقد هزمت بالفعل، وهزم معها الغرب الذي كان يدعمها، فقرر في تلك اللحظة أن يغير من مفهومه نحو الشرق الأوسط، ويتحرك بإيجابية، ويقدر حاجة العرب إلى التحرر الواجب والمشروع. إن الدروس المستفادة من تجربة النصر تؤكد أن العرب في أوقات الشدة لن يقبلوا القسمة على وجهات النظر، ولن يسمحوا بإزاحة خرائطهم، فهم محصنون ضد الإقامة تحت أي تهديد.