لو كنت المسؤول الكبير في «حماس»، الذي سوف يحسم الرد النهائي على مبادرة الرئيس دونالد ترامب حول غزة، لفكرت بعمق وحسبت حساباتي بميزان من ذهب.
هذه المرة ليست مثل كل مرة، وهذه الجولة من المفاوضات ليست مثل سابقاتها منذ بدء الصراع الدموي منذ 24 شهراً حتى الآن.
هذه المرة هناك تحديد مصير ومسار مستقبل غزة والضفة والقضية الفلسطينية، وحركة حماس وحلفائها من حركات صغيرة في غزة.
أهم سؤال يجب أن تفكر فيه «حماس» الآن هو أيهما أهم: سلامة أهل غزة أم سلامة حركة «حماس»؟ أيهما له علاقة بالمستقبل: الحركة أم الشعب، الذي يتعرض لعمليات إبادة غير مسبوقة منذ فظائع الحرب العالمية الثانية؟
القرار المسؤول الذي يجب أن تتخذه «حماس» هو الذي يعطي الأولوية المطلقة للشعب والقضية أهم من القيادة والحركة.
والسؤال المهم والصريح الذي يجب أن تطرحه كتائب القسام الباقية، فيما تبقى فوق الأرض وتحت الأنفاق في غزة، هل يمكن لهذه القوات، بما تبقى لها من سلاح ومؤن ومقاتلين، وعدم وجود ظهير شعبي قادر على الدعم لها، أن تهزم أو تحقق النصر على جيش الاحتلال بكل ما أوتي من تسليح وعتاد وقوات ودعم أمريكي غير مسبوق؟
إنها لحظة فارقة في تاريخ «حماس» وفلسطين والمنطقة.