المعروف عن الفنان القدير شكري سرحان الحسيني الشهير بشكري سرحان أنه كان رجلاً عائلياً ملتزماً وبعيداً عن القيل والقال والشائعات، وخصوصاً أنه تزوج من خارج الوسط الفني، بل إنه قبل وفاته في مارس 1997 بخمس سنوات اعتزل الأضواء تماماً وتفرغ لقراءة القرآن والاعتكاف حتى إنه لقب بعاشق القرآن.

لكن شهادات مجايليه ورفاقه والمخرجين الذين عمل معهم تفيد بأن هذا النجم السينمائي الوسيم المولود بقرية الغار التابعة لمحافظة الشرقية المصرية في مارس 1925، والأول على دفعته في معهد الفنون المسرحية التي تخرج منها سنة 1947، كان خلاف ذلك يوم أن كان في بداياته أو في المرحلة التي كان يلقب فيها بدون جوان الشاشة، حيث كان يعاكس حسناوات الشاشة ويتعمد تجاوز تعليمات التصوير، وخصوصاً في المشاهد السينمائية الغرامية، وهو ما أوقعه في مشاكل مع مخرجي أفلامه ومع من تقاسم معهن البطولة في بعض أعماله التي بلغ عددها نحو 157 فيلماً، منها أفلام ذات بصمات خالدة في تاريخ السينما المصرية مثل «اللص والكلاب» و«رد قلبي» و«البوسطجي» و«بين إيديك» و«الزوجة الثانية» و«شباب امرأة» و«المرأة المجهولة» و«ابن النيل» و«إحنا التلامذة» و«قبلني في الظلام» و«قنديل أم هاشم» و«لا تطفئ الشمس» و«بائعة الخبز» و«رنة الخلخال» و«امرأة في الطريق».

يقول المخرج كمال عطية، الذي أخرج له فيلم «المجرم» سنة 1954، في مقال كتبه بجريدة «القاهرة» إنه حذف من الفيلم مشهداً لأن سرحان تجاوز تعليماته مع بطلة الفيلم سميرة أحمد، رغم لفت نظره أكثر من مرة. وأضاف أن سميرة أحمد اشتكت له مراراً من تصرفات سرحان، وأنها سيدة متزوجة ولن تستطيع تحمل تجاوزاته ومعاكساته، فما كان من الأخير إلا أن دافع عن نفسه مبرراً تصرفاته بأنه يفعل ذلك بحسن نية. وحينما فشل في إقناع المخرج كمال عطية ادعى أنه يسعى لإتقان دوره على الوجه الأكمل.

وفي حكاية أخرى، في السياق نفسه، هاجم سرحان الفنانة فاتن حمامة في تصريح له لمجلة «أهل الفن» سنة 1954 لأن الأخيرة رفضت أن تمثل معه مشهد غرامي في فيلمي «موعد مع الحياة» و«أنا بنت ناس» اللذين قاما بتمثيلهما في عامي 1953 و1951 على التوالي، بينما لم تمانع من تمثيل مشهد مماثل مع عمر الشريف في فيلم «صراع في الوادي» سنة 1954، خلافاً لما تدعيه أنها وضعت لنفسها تقاليد لا تحيد عنها في أعمالها، وهو ما تسبب في أزمة بين سرحان من جهة وفاتن حمامة وزوجها عمر الشريف من جهة أخرى، تجلت في رد من هنا ورد من هناك على صفحات المجلات الفنية، ومنها قول فاتن حمامة: «ألتمس له (لسرحان) بعض العذر لأنه لم يشاهد الفيلم (صراع في الوادي)، فلو رآه لغير رأيه في كل ما قال».

وتفيد السيرة الذاتية لسرحان أنه وقع في غرام زميلته الفنانة سميحة أيوب، ووسط الفنانة ماجدة لتخبرها بنيته في الاقتران بها، وبالفعل تقدم لها لكن والدتها وخالها قابلا طلبه بالرفض، فاقترن سنة 1952 بالراقصة «هيرمين» التي انفصل عنها بعد عامين فقط، ليتزوج للمرة الثانية من سيدة من خارج الوسط الفني هي «ناريمان عوف» التي أنجبت له ولده يحيى المقيم حالياً في أستراليا، وولده الآخر صلاح الذي توفي عام 2015 بعد أن جرب العمل بالسينما ولم يحقق نجاحاً يذكر مثل والده.