إن طموح دبي بأن تكون الأفضل عالمياً ليس ترفاً، بل رسالة ملهمة للعالم، مفادها أن التميز نهج راسخ، وأن المستقبل يُصنع بالإرادة والرؤية الواضحة والعمل الدؤوب، ونهج قيادة استثنائية حولت الحلم إلى واقع، تؤمن بأن الريادة لا تتحقق بالصدفة، بل عبر نهج مؤسسي يقوم على الابتكار والاستدامة.

في «ملتقى محمد بن راشد للقادة» المقام غداً، تتجسد هذه الرؤية في حوار استراتيجي يترجم فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، إلى مسارات عملية في مفهوم القيادة. الملتقى ليس مناسبة تقليدية، بل ورشة عصف ذهني كبرى لترسيخ التحول في الفكر القيادي والإداري، وتأهيل القيادات وصناعة المستقبل، فنهج القيادة في الإمارة يجسد ذروة الإلهام والإنجاز، ويمثل فلسفة ريادية تعكس جوهر مشروع دبي.

الرغبة في أن تكون دبي الأفضل عالمياً ليست تنافسية سطحية، بل مشروع متكامل يهدف إلى إلهام المدن الأخرى بأن التنمية خيار قابل للتحقيق، وأن الحكومات قادرة على أن تكون مرنة ومبدعة مثل الشركات الناجحة، فدبي اليوم منصة للابتكار، حيث تتحول الأفكار إلى سياسات، والسياسات إلى نتائج ملموسة في جودة حياة الناس.

إن هذا الطموح الاستثنائي يستند إلى ثلاث ركائز أساسية، أولاها الاستثمار في الإنسان بوصفه المحرك الأساسي للتنمية، وثانيتها بناء أنظمة مرنة تستجيب للمتغيرات العالمية المتسارعة، وثالثاً ترسيخ موقع دبي مدينة عالمية قادرة على المنافسة في الاقتصاد الجديد القائم على المعرفة والتكنولوجيا.

ما تسعى إليه دبي أبعد من المراتب والمؤشرات، إنه مشروع لبناء نموذج حضاري يُثبت أن المنطقة قادرة على الإسهام في صياغة المستقبل، وتغيير القواعد، والتحول إلى معيار عالمي للمدن الطموحة، وأن تقدم رسالة حضارية سامية بأن القيادة رؤية ومسؤولية، وأن التميز خيار استراتيجي لا رجعة عنه.