يدور الحديث في مجتمعات عربية وإسلامية كثيرة عن كيفية المواءمة بين الأصالة والمعاصرة، وأن أكبر التحديات أن تحقق المجتمعات نوعاً من التوازن بين الأصالة متمثلة في التقاليد والعادات والثقافة الموروثة، وبين المعاصرة بكل ما فيها من اختراعات، وابتكارات، وعلوم، وفنون.

وهذا أمر ينطبق على كثير من الدول والمجتمعات، ولكنه لا يظهر له أثر في الإمارات، فقيادتنا الرشيدة نجحت نجاحاً باهراً في القضاء على هذه الثنائية بين الأصالة والمعاصرة.

حيث لا ينفصل الإنسان الإماراتي عن أصالته وتقاليده وعاداته، وفي نفس الوقت هو في مقدمة شعوب العالم في استخدام الذكاء الاصطناعي، والتوسع فيه، وفي تطوير الفنون والعمارة، وفي الازدهار الاقتصادي، وفي توظيف أحدث الوسائل التكنولوجية في النهوض بمجتمعه، ووضعه في مقدمة مجتمعات العالم.

من شاهد معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2025، وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في المهرجان، وتجول سموه فيه وحرصه على أن تستمر هذه الثقافة، التي تم تسجيلها كتراث معنوي باسم الإمارات في منظمة اليونسكو، تحت اسم «الصقارة»، يرى كيف تعمل قيادتنا الرشيدة على تعزيز الاهتمام بالتراث والاعتناء به. لقد قدم الشباب الإماراتي أنشطة، وفعاليات مبهرة داخل هذا المهرجان التراثي، الذي كان ينبغي أن يكون فقط للموروث الثقافي.

إن جيل الألفية في الإمارات جيل واعد متميز استطاع بمهارة عالية، وبدعم غير محدود من القيادة الرشيدة أن يمزج بين تراثه الثقافي وبين الذكاء الاصطناعي، بين الحرف والعادات التقليدية وبين أحدث الابتكارات والفنون العصرية.

لقد نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في اجتياز الكثير من الثنائيات المتناقضة مثل الأصالة والمعاصرة، ونجحت في أن تمزج بين تراثها وتاريخها وعادات شعبها وتقاليده، وبين أحدث ابتكارات وفنون العصر الذي نعيش فيه.

يحسب للإمارات أنها تقدم نموذجاً متميزاً تقتدي به شعوب العالم التي تود ألا تنسلخ عن تاريخها وتراثها، وفي نفس الوقت تحرص على أن تدخل إلى العصر الحديث بكل قوة وبراعة. إن مهرجان الصيد والفروسية نموذج ينبغي أن نفكر فيه ونقتدي بما حدث فيه في كثير من المجالات.

ينبغي أن ندرك أننا نستطيع أن نحافظ على كل الموروث الثقافي وعلى عاداتنا وتقاليدنا وما تركه الأجداد لنا، وفي نفس الوقت نستطيع أن نحقق أعظم الإنجازات في العلوم والفنون والتكنولوجيا، وأن نعيش العصر الذي نوجد فيه الآن بكل جدارة بكل قوة وبكل إتقان. تحية خالصة للقيادة الرشيدة التي أبحرت بنا في هذه التحديات، ونجحت في أن تحافظ على وجودنا، وتؤمن لنا مستقبلنا، وتحفظ لنا تراثنا وثقافتنا.